الوطن في مفهوم الإمام الصدر وحركة أمل هو ليس أحجاراً أو تراباً أو عمارات معروضة للبيع والتجارة
 

إن محنة الأحزاب اللبنانية والقومية والإسلامية في لبنان بشكل عام أنها لا تحمل مشروعاً لبناء الدولة ومؤسساتها، ولا ذات رؤية واضحة ومبنية على أسس وطنية، إن على صعيدها التنظيمي أو على صعيد بناء الوطن والمؤسسات.. 

فإن محنة المحن التي نعيشها في لبنان لا يمكن علاجها إلا إذا ترك للمواطن اللبناني خياره ومجاله، وأعطي مجاله في تحقيق طموحاته، وأعطي لهذا البلد بعده العربي والقومي ولإنسانه الدور الكامل والرسالي، ولهذا كان يعتبر المؤسس لحركة أمل الإمام المغيب السيد موسى الصدر أن لبنان كان دولة مواجهة وتحدٍ لأنه أمام إسرائيل، ونتيجة لموقعه الجغرافي كان لا بد أن نعيد للمواطن اللبناني أفقه الواسع لكي ينتج ويساهم في صناعة تاريخية. ولهذا فإن المؤسسات اللبنانية لا بد أن تتحرك وتتحمل كامل المسؤولية القومية والعالمية، وهذا يعتمد اعتماد الكفاءات بمعزل عن الإنتماءات الطائفية والسياسية. وكان يرى الإمام الصدر من الواجب على كل مسؤول أن يعرف واقع شعبه وأرضه وتاريخه،ويضع أمام عينيه الوطن وبنائه وإلا فالكوارث تتجدد والمستقبل يظلم.. 

إقرأ أيضًا: المفتي العاشق للنساء..

ومن المحن التي كانت تراها حركة أمل هي المحاولات بعزل لبنان عن العالم العربي وهذا هو الإمتداد الحقيقي والقومي لهذا البلد، وفي مساعي تقزيمه وفصله عن العالم الكبير الذي وفر له جهد أبنائه المهاجرين.. ولكن للأسف ما يمكن أن يلاحظ في الأفق من محاولات ومساعي ترمي إلى تحريف المسيرة الدامية وإلى حرمان الجماهير المناضلة من مكاسب تضحياتها.. من هنا ما نراه من كثير من الأحزاب محاولين أن يصبوا كل الجهود والتضحيات التي بذلت لتحقيق أهداف خاصة وقد تكون على حساب الدولة لتحقيق مكاسب سياسية وقد تكون فردية قبل أن تكون حزبية، لأن الوطن في مفهوم الإمام الصدر وحركة أمل هو ليس أحجاراً أو تراباً أو عمارات معروضة للبيع والتجارة، بل تراه بلداً ودولة قائمة ودائمة برغم محاولات الكثير من الحزبيات الشمولية،وهو محو هذا البلد والدولة من ذاكرتنا الوطنية والعربية ورفض كل الصيغ المحلية على حساب بناء الدولة وبناء المؤسسات. هذا هو مشروع الإمام الصدر الذي آمنا به لحماية البلد والوطن، ومن الكافرين بلبنان المنقطع عن محيطه العربي والمجتزأ الهوية والمصادر لحساب جهة قريبة أو بعيدة، ومن المؤمنين به وبتاريخه، لأن سقف الدولة هو أرفع السقوف وبدونه ننكشف ونقف بالعراء التاريخي....