كانت توجهات الإمام موسى الصدر الذي حملها الأخ نبيه بري بكل أمانة من الدعوة لكل لبناني مهما كان انتماؤه الحزبي والسياسي والطائفي أن يأخذ على عاتقه المسؤولية بدعوة كل الدول العربية وجميع القوى في العالم،أن يبعدوا عنا صراعاتهم ومصالحهم
 

لقد أرسى الإمام موسى الصدر أهدافه الاستراتيجية اتجاه الوطن والعالم العربي، وأراد لبنان بلداً عربياً لا جسماً غريباً في المنطقة، بلداً متفاعلاً مع أشقائه،يتحمل معه مسؤولياته العربية ويشارك في المصير العربي ويتمتع بكل مزاياه.. وأراد لبنان لبناناً واحداً، أرضاً وشعباً بإرادة عنيدة جبارة، لا نريد التقسيم وخلق إسرائيل أو إسرائيليات أخرى، ورفض أن تكون الدولة مارونية والدولة شيعية والدولة سنية والدولة درزية، بل أراد العيش معاً كمواطنين مسلمين ومسيحيين، مصرين معاً على التعايش في وطنٍ واحد وتحت سقفٍ واحد، ونعيش أمانينا وقيمنا ورسالتنا الحضارية، ولهذا كانت توجهات الإمام الصدر الذي حملها الأخ نبيه بري بكل أمانة من الدعوة لكل لبناني مهما كان انتماؤه الحزبي والسياسي والطائفي أن يأخذ على عاتقه المسؤولية بدعوة كل الدول العربية وجميع القوى في العالم، أن يبعدوا عنا صراعاتهم ومصالحهم، فالوطن الجريح لا يتحمل المزيد من الدمار والدماء والخراب والفقر والدين والمرض، لم يبق منه شيء، وقد أصبح جميع أبنائه جرحى غاضبين، موتورين، محاربين أو متشنجين،كفاهم ما فعلوا به، فليختاروا لصراعهم ميداناً آخر، وليتجهوا لتضميد جراحنا وتركيز السلام بيننا، وتوفير أسباب النجاح لفرصتنا..

إقرأ أيضًا: الإمام موسى الصدر: رواية أم مؤامرة!

نريد وطناً يكون في مستوى أماني وطموحات اللبنانيين، وطن العدل وتكافؤ الفرص يتساوى الجميع أمام القانون، لبناناً لا طائفياً، نريد هذا مع التمسك بأدياننا وقيمنا وتراثنا، لا نريد المحاكاة والإقتباس المحض لتجارب الآخرين واستيراد نماذج للأنظمة، نريد وطناً نابعاً من أرضنا وتاريخنا، نريد استثمار كل ثروات الوطن وخلق الكفاية والإقتصادية والإجتماعية..

نريد وطناً فيه أمناً كاملاً، لا سلاحاً ولا مسلحين، نريد حماية السلطات فقط للمواطنين فلا يحتاج المواطن إلى الدفاع عن النفس، نريد حل المليشيات وضمها إلى الدولة التي تحمي الجميع، ومع كل هذه الأهداف التي أرادها الإمام الصدر وعمل من أجلها الرئيس نبيه بري، لا نقبل بالإعتداء على الوطن ،إنسانه وأرضه وجوه وبحره، ولا نقبل الإهمال في حقه، نريد مجتمعاً جاداً لا مجتمع رخاء وترف، نريد لذلك جيشاً موحداً لا طائفياً مزوداً بكفايات وبأسلحة متطورة في مستوى الأخطار التي تهدد الوطن..

نريد كل هذا لا تحدياً لأحد،بل تعاوناً مع جميع المخلصين من المواطنين، فالواقع والمستقبل يتحدياننا، ويتحديان كل من لا يرد هذا.. 

أمام هذا الواجب يتحتم علينا أن نتحمل هذه المسؤولية الكبرى بإخلاص ووعي، وألاَّ نسمح بالإنتماءات والإنقسامات على حساب الوطن والأرض والشعب..