دأبت في اللآونة الأخيرة من السنوات الماضية وحتى يومنا هذا فرقة الاوكسترا من بعض رجال الدين بالعزف على أوتار المذهبية والطائفية تحريضاً وتأجيجاً ونفخاً بنار الفتنة الى ان وصل الامر بهم لأصدار الفتاوى التي لا تستند الى الدين والشرع والداعية للقتل والذبح والتمثيل بالجثث والأستمتاع بها تشفياً لغليل القلوب المتوحشة وحقداً للنفوس المريضة لا بل تعدى الامر الى أكل القلوب واللحوم والاكباد وشق الصدور وتقطيع الاوصال من البشر.

لقد شهدت ومرّت البشرية بهذا النوع من الفظائع والفجائع والجرائم من الزمن الغابر في التاريخ واليوم تعود بنفس الأسلوب والطريقة وبأدوات متطوّرة وحديثة. وما كان هذا كلّه ليحصل لولا الإصرار على مذهبة الصراع الدائر في المنطقة بين مشروعين والتحريض الدائم والمتواصل من قِبل بعض رجال الدين اللذين هم من ضمن هذه الأدوات المستعملة، لكن ليس بدراهم معدودة هذه المرّة، وإنّما بملايين الدولارات وغيرها من العملات الأجنبية المتعدّدة والمختلفة ممّا جعل هذا النوع من رجال الدين في طليعة القادة الميدانيين في القتال على أرض الواقع وفي صدارة المحرّضين على المؤامرة ودوام الفتنة المشتعلة والمتنقّلة عبر الدول والقارات وصولا إلى المدن والأحياء في عالمنا العربي والإسلامي لضرب الأسس والقيم والمبادئ التي قام عليها الدين الإسلامي من نفس الأشخاص المنتمين والداعين إليه.ولم يعد خافياً على أحد أن التحريض المذهبي والطائفي قد وصل الى ذُروته بحجة التهميش والدفاع عنهما وكأن الدين هو المذهب والطائفة ومن يدافع عنهما هوالوكيل الشرعي والحصري المكلف من الله وان فهم الدين والشريعة متوقف تفسيره وتبليغه وشرحه للناس على هؤلاء المدعيّن للوكالة الحصرية دون غيرهم من البشر.

واليوم ويا للاسف تأتي الفتنة ممن يُفترض منهم الدعوة الى نبذ التحريض ووأد الفتنة و إبعاد الناس عن التعصب والتطرف وزرع المحبة بين الناس والدعوة فيما بينهم للتواصل والتراحم والتسامح إلا أنهم استقالوا من دورهم وأصبحوا هم الفتنة بعينها.ومن هنا فعلى الدولة بكل أجهزتها بعد أخذ الموافقة من روؤساء الطوائف الدينية أن تبادر لأعتقال كل رجل دين يمارس عملية التحريض وإثارة الفتن والقلاقل بما يضر بالاستقرار وأمن الناس والوطن أن تؤخذ بحقه الاجراءات القانونية كأي مواطن يخالف القانون ويهدد الوحدة بين أبناء الوطن الواحد. 
بقلم الشيخ محمد حسني حجازي