ماحصل في ذلك اليوم المشؤوم من تمديد للمجلس النيابي اللبناني لم يكن مبرراً مهما كانت الذرائع والمبررات والاسباب .فإنه من غير المقنع أن يلجأ المجلس الى هذه الخطوة ويمدد لنفسه مخالفاً تلك الوكالة المعطاة إليه من قِبل الناخبين ولأنه من غير المعقول لمن أُعطي الوكالة لمدة محددة ومقوننة أن يمنح لنفسه بنفسه وكالة منتهية الصلاحية ممهورة بحجج وأعذارلا يمكن أن تثبت أمام النقد والمساءلة. فإذا كانت الحجة لعدم إجراء الانتخابات هي الاوضاع الامنية فهناك أكثر من شاهد في عدة دول كانت تمر أوضاعها الامنية بأسوأ مما تمرفيها الازمة في لبنان ومع ذلك كان الحل و الخروج منها هو الهروب الى إجراء الانتخابات وخير دليل على ذلك الانتخابات التي جرت بعد إستشهاد الشهيد رفيق الحريري حيث كان الوضع متشنجاً مذهبياً وطائفياً وسياسياً ودولياً وكان الخلاص في تنفيس هذا الاحتقان هو الذهاب الى صناديق الاقتراع والاحتكام إليها ومن ثم العودة للهدوء وتحكيم لغة العقل ونبذ العصبية الغرائزية وإرساء الاستقراروالطمأنينة عبر تفعيل اللقاءات ومد قنوات التواصل بين كل المكونات السياسية والحزبية والطائفية من خلال الحوار الذي يشكل خشبة الخلاص لكل اللبنانيين.وشاهد اخرعلى ذلك ورغم الظروف الأمنية الصعبة والقاسية وبغض النظر إن كنت مع أو ضد فقد قامت الجمهورية العربية السورية بإجراء الانتخابات النيابية ومن هنا فإن التمديد يشكل ضربة موجعة للديمقراطية وتداول السلطة من قلب البرلمان الديمقراطي وانقلاب للوكلاء على موكليهم وبذلك يكون التمديد قد قدم خدمة لبعض النواب الذين كانوا مرشحين للسقوط فكان التمديد بالنسبة لهم بمثابة سترة نجاة وجرعة إضافية من الاوكسجين المجاني للبقاء في حلبة البرلمان وخاصة أولئك الذين أتت بهم الصدف والتحالفات الضاغطة والظروف القاهرة والمرحلة البائسة اليائسة من تحولات الزمن.ولسائل أن يسأل:هل شكل التمديد تقاطع مصالح لدى البعض وتضرر مصالح لدى البعض الآخر.؟ أم أن التمديد جاء لأعتبارات وتمنيات خارجية لها صلة وعلاقة فيما يحصل في الداخل اللبناني والمنطقة بشكل عام.!.؟ تساؤلات وهواجس يمكن للايام والأشهر القادمة أن تحمل إلينا ألإجابة عنها.
بقلم الشيخ محمد حسني حجازي