زادت حدة النقاشات داخل مجلس شورى حزب الله اللبناني خلال الأشهر الفائتة بين جناح معارض لدخول الحرب ضد إسرائيل وجناح اخر يريد دخول الحرب بقوة أكبر وذلك للتأكيد على فرضية "وحدة الساحات" واصحاب هذا الرأي يريدون ان ترتفع وتيرة الهجمات من لبنان ضد قوات الجيش الإسرائيلي عن ما هي عليه في الوقت الحالي وأن يعلن الحزب دخول الحرب كما فعل الحوثي باليمن.​

قادة في الحزب مثل القيادي الكبير والمسؤول العسكري في الحزب الحاج فؤاد والقيادي العسكري لقطاع سوريا الحاج هاشم وقادة عسكريون اخرون كانوا سابقا يريدون الدخول بالحرب بقوة في حين يرفض قادة اخرون الدخول في الحرب مثل القيادي في الحزب مثل حسن نصر الله والحاج طلال مسؤول الاستخبارات والحاج وفيق مسؤول الامن والحاج حسين خليل نائب حسن نصر الله.​

واشارت مصادرنا إلى أن اجتماعاً عقد مؤخراً  في أحد  مقرات الحزب في حارة حريك ببيروت بعد أيام قليلة من القصف الذي طال السفارة الإيرانية في دمشق والذي أدى لمقتل عدد من القادة الكبار بالحرس الثوري الإيرانية بداية شهر نيسان، حيث جرى مناقشة قرار دخول الحرب مرة أخرى، ونجح فيه النجاح الرافض للحرب بإقناع الاخرين بوجهة نظرهم حيث قالوا لهم ان ايران ورغم تلقيها لضربة كبيرة لم ترد حتى الان وهي تفكر بالرد أصلا بشكل غير مباشر للثأر لمقتل قادتها وهي حتى الان لم ترسل للحزب معلومات عن ردها بسبب خوفها من تسريب معلومات في حال ارادت الرد من الأراضي اللبنانية باستخدام الحزب. وقال أحدهم "ايران اكلت ضربة مرتبة من إسرائيل وما حركت ساكن لحد الان بحجة انها ما بدها تعطي العدو ذريعة لإدخالها بحرب ويعني هاد انه ما حابة تفوت بالحرب ليش نحن ماشين نفوت حالنا بحرب ممكن تخلي مصيرنا مثل مصير حماس".​

وفي يوم الخامس من شهر نيسان الجاري اجتمع مسؤولون من الخارجية الإيرانية ووزارة الدفاع الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وأبلغهم ان ايران لن تقوم بالرد الفوري على هجوم القنصلية وستأخذ كامل وقتها في التخطيط لتحديد طريقة ومواقع الرد حتى تتمكن من كسب عنصر المباغتة والذي سيكون اهم من الرد ذاته، حسب تعبيرهم. ​

وذلك الاجتماع الذي عقد باكراً وانتشرت معلومات عنه ظهراً داخل أروقة الحزب رافقته أحاديث كثيرة منها من يقول ان ايران جرى قتل اهم قادة لها بالمنطقة وهم بالأهمية اكبر من أهمية قادة الحزب والسفارة الإيرانية هي ارض إيرانية ورغم كل ذلك لم ترد حتى الان وحسب المعلومات تبحث عن الرد من خارج ايران مثل الرد من سوريا والعراق ولبنان فماذا سيحصل لو حدثت حرب بين إسرائيل والحزب فما سيجري؟ ​

وبحسب المصادر فان الحزب عقد اجتماعا يوم 6 نيسان قبل خطاب لحسن نصر الله في ما يسمى يوم القدس العالمي حيث جرى الاجتماع بأحد مقرات الحزب السرية في منطقة الغبيري وتحديدا قرب مشفى الرسول الأعظم حيث للحزب مقرا سريا قريبا من المشفى وعقد الاجتماع هناك من اجل الحديث عن الاحداث الأخيرة في المنطقة، وشهد الاجتماع حضور نصر الله والقادة العسكريين والامنيين والسياسيين وجرى تداول ذات الاحاديث التي تجري حيث قال نصر الله ان المسؤولين الإيرانيين اخبروه ان ايران سترد لكن لم تحدد نوع الرد وانها تبحث عن رد لا يعتبر حرباً على إسرائيل لان ايران اليوم لا تريد ان تجعل إسرائيل هي من تحدد ساعة الحرب وتجر ايران لحرب لا تريدها الان لأنها ستدخلها بحرب مع الولايات المتحدة أيضا وهو امر لا تريده القيادة الايرانية اليوم.​

وبعد ان تحدث نصر الله بهذا قال للقادة العسكريين هل تؤيدون استمرارنا بالتصعيد كما كان حلف منكم قبل يريد ذلك، فكان الرد من معظم القادة انه طالما إيران لا تريد حربا مع إسرائيل لماذا نحن نخوض حرباً، "ربما تركنا فيها بمفردنا مثلما يجري مع حماس".​

واتفق قادة الحزب خلال الاجتماع ان يتم تخفيف حدة الهجمات والاستفزازات على الحدود خلال الفترة القادمة وعدم استخدام القوة الصاروخية بشكل مكثف والاكتفاء بالاشغالات التي كانت بداية الحرب لحين ان تنكشف المواقف الإيرانية ويعرف الحزب ماذا تريد ان تفعل ايران بالضبط على ان يتم الالتفات للشأن الداخلي اليوم من خلال عمل حملة امنية على مستوى عالية لا يكون احد مستثنى منها بهدف معرفة فيما لو كان هناك اختراق حقيقي او لا، إذ يريد الحزب ان يعرف ان اتهامات طهران مبنية على معلومات استخباراتية لم يشاركها مع الحزب ام انها اتهامات سببها قوة الضربة التي حلت بقياداته نتيجة قصف القنصلية الايرانية في دمشق .​