بمناسبة استشهاد العلامة الكبير الأستاذ الدكتور 
الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام .

بقلم إمام الجالية اللبنانية في بينين 
الشيخ عباس أحمد شحادي ـ 22/3/2013

بالأمس كنا نقول في شيوخ الفتنة والغلو : إذا مات شيخ نبت في الأرض وردة .. وفيك اليوم نردد يا شهيد العلم والإصلاح ما تعلمناه من تراث الإسلام الأصيل : إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة ..وها نحن اليوم عشية إحتدام الصراع بيم الإسلام المحمدي والإسلام الصهيوأمريكي 
نؤبّنُ في رحابك كلمة طيبة من كلمات الإيمان تصعد إلى باريها بخير نمائها الطيب والكثير من مواقف التقوى والشرف ، في وطن جريح يسكن في عيون الأحرار،مفجوعاً بزندقة العمائم المأجورة وسيوف الكفر الثوري الغاشم الذي تخرج من لاهوت طلاسم الفقه السلطاني المدجن هذه المرة ليس لصالح الأمراء والملوك وإنما لصالح أسيادهم من طواغيت الإحتلال وأدواتهم الخبيثة التي لا تزال توغل في شجرة الإسلام الوارفة تقطيعاً وتشويهاً.
ربيع الشهادة هذا العام أطل من دماء عالم عصري مجدد، ورع مخلص، سليم الطوية، حسن النية والمقصد، غيور على شرع الله والأخلاق الإسلامية، جريء في الحق، ملأ حياته وحياة الناس بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، والحكمة النافعة بالكتاب والسنة النبوية، متبع للسلف الصالح، محذر من البدع، وداعية إسلامي متفوق في كل ميدان،وهو إمام أهل السنة في بلاد الشام العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي دفع حياته ثمناً لمواقفه الوطنية المشرفة والمدافعة عن الاسلام الحقيقي .
وهو الإمام الذي عرفته الأمة صديق أحلامها وأنيس آمالها وآلامها والمربي لأجيالها والمصلح بين فئاتها وهو المؤمن بوجوب الوحدة الاسلامية وجوب كل العبادات المفروضة على المسلمين .
وبرحيل العلامة البوطي رضوان الله عليه خسر العالم العربي والاسلامي اماما رائدا لم يترك في حياته لواء الوحدة والمحبة والتقريب والحوار
ولن ينسى الأحرار مواقفه المضيئة والجريئة..وسيبقى اسمه المبارك 
في ضمير كل مسلم أصيل رمزا خالدا لإنتصار كلمة الإعتدال والوسطية والوحدة على مشاريع العنف والتطرف والارهاب والغلو وتحريض العمائم الشيطانية التي تعودت أن تأكل من لحم دينها وأن تتاجر بإسلامها لصالح ملوك القتل وأمراء العنف .
كأننا يا إمام الشام نستحضر تحذيرك الذي طالما أكّدت عليه من العمائم التي تعزف على وتر الطائفية بحجة الفساد أو الإصلاح أو الحرية ..
ولقد سمعناك دوماً تحذر يا شيخ الوحدة الإسلامية :"إياكم والسير وراء من يريد إدخالكم الأعشاش المظلمة" ومن عجائب حكاياك يا شيخنا أنك عملت لعشرات السنين حتى أنقذتهم من الإلحاد والغواية،فلما إستقر إسلامهم إختطفهم الشيطان من أمة محمد (ص)وأرسلهم إليك لقتلك ! وتلك إشارة من كتاب الله :"أَفَمَنْ حَقّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النّارِ"
وكأننا يا شيخنا العلامة على موعد دائم مع النسخة المتكررة للغلو ومع فتاوى الكفر والإرهاب وكأننا الليلة نشهد ولادة جيل جديد من دعاة التقوى والحكمة والموعظة الحسنة مكتوبةً من دمك ومظلوميتك..
فنم يا شهيد المسجد قرير العين ..ففي الشام رجال وعلماء صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا .