لا يمكن القضاء لا على إيران ولا يمكن لإيران القضاء على دول الخليج ولا على السعودية
 

نشعر بالحالة التي تعيشها المنطقة كحالة هستيرية في الفكر السياسي، سواء على الصعيد الإيراني أو على الصعيد العربي والإسلامي، الذي يعيش بحالة من الترف الذهني الخلاب والعقل البرَّاق، حول ما يتعلق بالبحر المطل على دول الخليج، ونسمع التحليلات والآراء حول التسمية، تارة هو خليج فارسي وتارة أخرى هو خليج عربي وثالثة خليج فارسي عربي معاً!
وما زالت تتسارع ركبان البحار وقوافل الأراضين وآراء المحللين والسياسيين تروي الآراء والروايات التاريخية على اختلاف طرقها وتحليلها وأخذها وردها ونقدها وتفنيدها، وحتى فيما يتعلق بوثائق الأمم المتحدة انقسمت الأراء وارتفعت الأصوات، وما زالت الأزمة قائمة ومتفاقمة والتي أدت إلى ما نراه اليوم من حالة تصادمية وتبادل الإتهامات بين دول الخليج وبين بلاد فارس الإيرانية!

إقرأ أيضًا: هكذا يُشرَّد الوطن يا قوافل يثرب وقريش!

 بالتأكيد من حق أي دولة أن تحمي حدودها وبحرها وأمنها، لكن السؤال يبقى مشروعاً ما هي الجدوى والفائدة من تسمية الخليج فارسي أو عربي؟
 نعم نحن ندرك أن بعض التسميات قد يكون لها مآرب وأهداف تستطيع من خلالها تصعيد الأوضاع وتوتير الأجواء من أجل مآربها ومصالحها،وهذا ما يشحن الوضع في المنطقة ويشحن الرأي العام للإستعداد والتأهب في مواجهة الآخر وتثخن النفوس والهم الوطني، ويبقى الصراع بين الدول الخليجية العربية وبين الخليجية الإيرانية أو الخليجية الفارسية، نحن نقرأ أن التسميات تتغير وتتبدل بتغير الأزمان، فمثلاً العراق قبل ذلك كان يسمى ببلاد الرافدين، والمملكة السعودية كانت تسمى بجزيرة العرب، وبحر القلزم اليوم أصبح بحر الأحمر فلماذا لا تكون الدول الخليجية العربية والإسلامية والإيرانية التي هي أمة رسول الله محمد (ص) أن تفتح حواراً واضحاً وصادقاً وعبر قنوات أكثر جدية وصراحة وخصوصاً المملكة السعودية ومعها دول الخليج للتعرَّف أكثر على الفكر الإيراني ومن دون أي غمزٍ وهمزٍ الذي يؤدي إلى تشويش هذه العلاقات وإلاَّ لا يمكن القضاء لا على إيران ولا يمكن لإيران القضاء على دول الخليج ولا على المملكة، حتى تعيش أمتنا ومجتمعنا وأولادنا في عافية من أمرها وحالها، وحينها يمكن التصالح وحق العيش وكشف ما هو مستور وغير معلوم، وحينها فيكون هذا الخليج هو الخليج الأطلسي، لا عربي ولا فارسي، أما أن يبقى الصراع تحت مسميات وتسميات سيبقى المرض يستشري في جسد الأوطان يفتك به حتى يموت موتاً بطيئاً، وبالتالي كان الله بعونك يا لبنان.