هل وقعت إيران في فخ إغراء الإمتداد خارج حدودها والسعي إلى استعادة الإمبراطورية والمجد الفارسي؟
 

ما من أحد يشك بأن منطقة الشرق الأوسط بكاملها اندفعت نحو الفوضى وأدت إلى تمزيق العديد من البلدان العربية والإسلامية، تارةً تحت الفتنة الطائفية وأخرى بحروبٍ أكلت الأخضر واليابس، فإن أغلب الدراسات أدت إلى قناعات لدى القوى الدولية من تغذية وإضعاف المنطقة العربية والإسلامية من خلال الخلافات الطائفية والمذهبية، وخصوصاً بعد أحداث 11 أيلول في نيويورك التي بات التركيز على مخاطر ما سموه بالإرهاب الإسلامي المنتشر في أغلب الدول الغربية والعربية والإسلامية..

هنا ثمة قول من أنَّ إيران وقعت في فخ إغراء الإمتداد خارج حدودها والسعي إلى استعادة الإمبراطورية والمجد الفارسي باستغلال ورقة الشيعة والتشيع على امتداد تواجدهم في كثير من البلدان العربية والإسلامية للتدخل في الشؤون العربية، كما هو حاصل اليوم بينها وبين السعودية وبعض الدول العربية.. بينما رأى البعض في بلاد إسلامية أخرى أن هذا الطموح الإيراني ليس سوى رغبة في استعادة مجد مذهبي شيعي عليهم مواجهته بأساليب أخرى منها تأجيح الصراع المذهبي الذي سيؤدي إلى انقسام حاد ـ وهذا ما نراه اليوم الذي لا يكون في صالح إيران وبالتالي لا في صالح لبنان والمنطقة، ولا في صالح الدول الإسلامية الأخرى...

إقرأ أيضًا: كلام في غاية الدقة حول الولاية العامة في الإسلام !

وأما فكرة تصدير الثورة الإيرانية بدأت من استيلام الملالي للسلطة في طهران لم يمض سنة من ثورة الإمام الخميني حتى نشبت الحرب مع العراق وكانت حرباً بائسة ويائسة، وظل الخلاف واستمر في إيران بين المتطرفين والمعتدلين حتى قرر الأمريكيون غزو العراق وأطاحوا بالنظام العراقي، وفتحت أبواب العراق أمام الإيرانيين من أجل التوازن المذهبي بتغليب الشيعة العراقيين لأنهم أغلبية ولهم الحق في إستلام حكم البلاد، وبدأت المخاوف التي فجرت في الدول العربية التي في غاليبتها من المسلمين السنة، بأن إيران غذت الامتداد الشيعي وأن هذا المد سيأتي إلى معظم البلدان العربية والإسلامية، وأصحاب هذا القول يعتبرونه خللاً في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وهذا يتطلب شيء من الحكمة والإصلاح وعدم تجاهله، وهذا واجب على السلطات الحاكمة حتى لا نقع في فخ الحرب المدمرة التي يستفيد منها الدول المتآمرة كإسرائيل ومن ورائها إمريكا، أو الحرب الطائفية والمذهبية التي يندفع إليها الإيرانيون وتنعكس عليهم وربما على منطقتنا، ونضيف بأن على إيران أن تعي تماماً أن الشيعة في أوطانهم في نهاية الأمر لا يمكن أن يقفوا ضد وطنهم ولا يمكن أن يبقوا على مر الأيام أن يكونوا أداة بأي دولة أخرى، وللإنصاف فإن من الواجب أن ندرك جميعاً وخصوصاً تلك الدول العربية والإسلامية من أن نقارن بأي وجه من الوجوه بأن إيران هي كإسرائيل، أو الإدعاء بأن إيران هي أخطر من إسرائيل ومن ورائها أمريكا، في الوقت الذي نرى إيران تقف في وجه الصراع الإسرائيلي والدفاع عن فلسطين والشعب الفلسطيني، نقول هذا القول لله ثم للتاريخ، نعم يجب إحتواء الشيعة من قبل حكوماتهم وسلطاتهم لأنهم شيعة عرب تحكمهم الهوية العربية والوطنية، كما أن على إيران مراجعة سياستها ومراجعة اندفاعها نحو الهاوية، وبالتالي معها عالمنا العربي والإسلامي...