نعم وحده الشيخ نعيم قاسم من بين قيادة الحزب ومن بين قيادات العمل السياسي يجيد الصدق في القول
 

كونه يسمي الأشياء بأسمائها ولا يتوارى خلف الكلمات كما يفعل الكثيرون ممن يمتهنون فن الإخفاء فيظهرون ما لا يؤمنون، يثير الشيخ نعيم قاسم في كل مرّة أمورًا خلافية في السياسة أو في مواضيع أخرى إيمانًا منه بصحة الثقافة والمعرفة التي يستند إليها لتحديد المصالح والمفاسد في أمور الدنيا، الأمر الذي يدفع إلى ردّات فعل عنيفة من قبل المتضررين من صراحته التي لا يعرف إسكاتها تحت حجج متعددة تفرض ضمور ما يؤمن و إظهار ما يكفر عملًا بالتقية السياسية التي يدين بها السياسيون ويشتهر في مباراتها الحزبيون الذين يبتعدون عن حلالهم لصالح حرامهم لضرورة المرحلة وخصوصية الظروف.
نعم وحده الشيخ نعيم قاسم من بين قيادة الحزب ومن بين قيادات العمل السياسي يجيد الصدق في القول ولا يُلحن في القول لذا يحدد مواقفه تبعًا لفقه الشريعة فلا يطهر من نجسته ولا يحلل ما حرمته ولا يبرىء مجرمًا من جريمته ولا يجعل من العميل بطلًا لحاجة سياسية ملحة ودوافع تفرض التبرير لمن لا تبرير له بحجة أن المصالح هي الدين و بناءً على ذلك يصُحُ ما لا يصح ويجوز ما لايجوز و الأمثلة على ذلك لا حصر لها في تجربة الإسلام السياسي الذي يزيح العقيدة جانباً ويثبت مقولات مكيافيلي في الغاية والوسيلة.

إقرأ أيضًا: بشير ومشنقة القومي وحياد حزب الله
أمس، أشعل الشيخ نعيم قاسم نار العمالة فأراد أن يحرق حزب القوّات الذي اعترف بعلاقة أكثر من ودية مع إسرائيل في مرحلة تاريخية فرضتها ضغوطات وأعباء المواجهة مع أعداء لبنان ومن ثم تبرأ من تجربة الضرورة ليؤسس مسارًا سياسيًا جديدًا متفاهماً فيه مع اللبنانيين المؤمنين بأعداء وفي مقدمتهم" إسرائيل "، ربما يكون موقف الشيخ متعلقًا بقرار الحكم الصادر بحق الشرتوني والعلم بعد أن عاب القوميون على الحزب سكوته وعدم وقوفه إلى جانب مقاومين قوميين و إرضاءً لحزب حليف للحزب في هذه المرحلة بعد أن قاتله وبشراسة عندما إحتشدت قوّات حلفاء سورية للقضاء على المقاومة إبّان الخلاف الإيراني – السوري.
يبدو أن الموقف له ما يبرره لا في السياسة بل في التاريخ لذا يجب التوقف مليًا عند المراحل التي شهدت مواقف غير مبررة سواء ما هو متصل بالعمالة أو ما هو مرتبط بها ولكن بأشكال أخرى وهنا تكون النتيجة واحدة فمن تعامل مع العدو للنيل من لبنانيين لصالح مشروع فئوي وهيمنة هو من قبيل من تعامل لضرب المقاومة لصالح وصاية سياسية وهذا ما يفتح الباب اللبناني على مصرعيه لنشاهد ما خلف الباب من صور سياسية قاتمة ومؤلمة وضعت الجميع في أزمة علاقات ومواقف وارتباطات كانت تجعل من اللبنانيين ساحة إشتباك في مرحلة ما وساحة سلام في مرحلة ما وهذا ما يطال الجميع ودون إستثناء.

إقرأ أيضًا: بصقوا وبصموا وشعب المقاومة والسيادة مبسوط
في السياسة ثمّة حاجة لإستباق العملية الإنتخابية النيابية بإعادة تموضع جديد للقوى السياسية على قاعدة لعبة المحاور والتي إستبقتها السعودية بجمع شمل حلفائها المسيحيين من حزبيّ القوات والكتائب لمحاصرة محور تقدّم بفعل الغباء السياسي لأطراف تفتقد الحكمة وقد تبيّن للمملكة أن لا رهان على عون كرئيس محايد وبات من الضروي تقليص نفوذ التيّار الوطني الذي سيكرّس رئيسًا له ومن عنده إذا ما بقيّ ضمن الحصة النيابية الفائضة عليه وبما أن القوّات اللبنانية هي الحزب الكاسح إنتخابيًا في المناطق المسيحية فعليها مسؤولية الحدّ من نمو التيّار وهذا ما يضرّ بفريق المقاومة والممانعة الذي حصل على الرئاسة الأولى ولن يتخلى عنها كونها صمّام أمان بالنسبة إليه.
موقف الشيخ نعيم جاء ليميز بين مسيحيين مقاومين وآخرين غير مقاومين ليعيد المسيحيون حساباتهم على ضوء علاقتهم بحزب الله وما تُسهل لهم هذه العلاقة من خدمات متعددة وليندفعوا مجددًا في اختيار التيّار الذي وفرّ لهم حماية الحليف في ظل صراع كانت الأقليات في المنطقة أحد ضحاياه الكبرى.