ثمّة ظاهرة دفاع عام عن شيخ النهضة الإخواني راشد الغنوشي من أقصى اليمين الى أقصى الشمال ومن دول الغرب الى دول الشرق وتعلو أصواتهم ومواقفهم باتجاه إطلاق سراحه في إدانة صريحة منهم للرئيس التونسي قيس سعيد ومن خلاله للشعب المتضرر من حكم الغنوشي للبلاد التي زاد من فقرها لصالح شبكة مصالح ترعاها حركة النهضة ومن خلاله أيضاً للجيش الذي ألقى القبض على الغنوشي وعلى حكم الإخوان بعد ان سادوا تخريباً وفساداً في البلاد .
لقد تبيّن حجم حركة الإخوان المسلمين في العالم من أميركا الى تركيا فقطر والجزائر وأضف اليهم ما شئت من الدول ناهيك عن بقايا الأحزاب العربية من فشلة القومية العربية  الى سماسرة اليساريين من المؤلفة قلوبهم وممن يتقاضون رواتبهم من الحقوق الشرعية والكفارات وصناديق التبرعات .


إن تأثير حركة الإخوان قد تجاوز بكثير حدود المجتمعات العربية والإسلامية المتدينة وبات منتشراً في أوساط الغرب وفي البنية الحزبية العربية من الإتجاهات القومية واليسارية وهذا ما جعل منها حركة متعددة المشاريع والمصالح ورغم التناقضات التي تكتنف طبيعة المدافعين عن الإخوان الاّ أن الثابت عندهم هو نصرة الإخوان في صراعاتهم المفتوحة مع بعض الأنظمة العربية كم هو المثال المصري  والتونسي والخليجي بإستثناء قطر التي تركب دابة الإخوان كما يبرز أيضاً الوضع الليبي في هذا السياق .


نتفهم الأسباب التي تدفع بحركة الإخوان المسلمين الى المطالبة بتحرير راشد الغنوشي وبذل ما أمكن من الإستغلال لجعل النهضة الغنوشية شماعة إخوانية تعلّق عليها مظلومية الحركة لتحسين صورة لم تعد تلمع سوى في أعين المستفيدين من التيّارات الإخوانية .


لكن أن ترتفع أصوات بكائية غوثية ليسارية طفيلية وقومية مريضة شاتمة لتونس التي نفضت عنها أثقال الغنوشي وتحررت من مثالب النهضة تحت جملة شعارات خبيثة إحتكاماً منها لمتطلبات السوق السياسي المالي لبورصة الإسلام السياسي و "الجهادي "
فهذا ما يزيد من صحة الإنقلاب على الحكم الإخواني ومهما كانت الطريقة طالما أن التجربة الإخوانية أسوأ بكثير مما كانت عليه في زمن مبارك وبن على .


وتلعب الدبلوماسية الغربية والأميركية تحديداً الدور المماثل لأدوار الإخوان في الدفاع عن الغنوشي وعدم تقبل الإنقلابين المصري والتونسي على جماعة الإخوان وهذا ما زاد أيضاً من صحة التخلص والتحرر من سلطة الإخوان لأن الغرب يراعي في كل فنه الدبلوماسي مصالحه المباشرة ولا يقيم وزناً لعدالة إجتماعية أو لحقوق إنسانية وهذا ما ارتبط إرتباطاً وثيقاً بحركة الإخوان المسلمين الموفرة له جملة من هذه المصالح عربياً وإسلامياً ودولياً خاصة وأن نشاط الإخوان في الغرب يزدهر بإستمرار نتيجة الرعاية الغربية المفتوحة له بطريقة كاشفة عن عمق العلاقة الناشبة والقائمة بين الإسلاميين والغربيين .