في قمة جدة بايع العرب ولي العهد السعودي ملكاً لمرحلة تنعدم فيها الشعارات التي اعتاد عليها العرب من الوحدة الى الاستعمار والتحرير وتبلغ فيها التنمية مبلغاً تسعى اليه الدول الفقيرة والمدمرة بفعل الحروب وهذا ما كرّس السعودية قائدة للدول العربية ولتشكيلاتها ومن ضمنها الجامعة العربية التي استحضرت الرؤساء العرب واحداً تلو الآخر . جديد هذه القمة عودة سورية إلى الجامعة العربية ل5 دقائق تكلم من خلالها الأسد مثنياً على الملك وولي العهد وعلى المملكة وعلى عروبته مهما تعددت الأحضان التي لجأ إليها طامعاً بكرم المملكة في تحسين سوء اقتصاده بعد أن منحته بركة الاعتراف كرئيس لتتخلى بذلك عن التزامها بالثورة السورية . كما أن حضور الرئيس الأوكراني في قمة جدة ثيّت تموضع السعودية الاستراتيجي حيث تشاء الولايات المتحدة الأميركية وبذلك تم قطع حبل أفكار قراء الكفوف والمحللين المشعوذين الذين ارهقوا أسماعنا بتحليلات عنترية بلغت فيها القدس وجابت شوارع الأندلس.

 بين حضور الأسد كسفير روسي – ايراني وحضور زيلنسكي كسفير أميركي – أوروبي كانت القمة العربية قمة توافقية على الاختلافات العربية – العربية ضمن حدود التسالم والتصالح معها لا الاستمرار في نزاعاتها وهذا ما تحتاجه المملكة للتخلص من وزر الحرب اليمنية ومن كلفة الصراع مع إيران الباهظة وادراك مشروع ولي العهد السعودي الاقتصادي والذي يحتاج الى استقرار وتصفير الخلافات كي تكون الصحوة المتعددة الوجوه والتي يقودها محمد ابن سلمان صحوة تسابق الدول المتقدمة وتجعل من السعودبة الأكثر قوة من أقوياء دول منطقة الشرق الأوسط.

 بعض المداحين وجدوا في القمة بداية عربية لمشروع عربي نهضوي في حين أن القمة لا تحمل من الجديد ما يجدد الوضع العربي فمازالت المواقف على ماهي عليه في كل القضايا الحساسة والأساسية ومن بينها القضية الفلسطينية اذ لم تعتمد أيّ خارطة طريق لأي أزمة أو مشكلة بل مجرد مواقف امتهنتا الجامعة العربية . لذا كانت حاجة المملكة من الجانعة حشد العرب خلف ولي العهد صاحب مشروع تغيير الوضع في السعودية لتعزيز دوره داخلياً وخارجياً واعتباره ولي عهد العرب وهذا ما يحمل رسائل مباشرة غير مشفرة لكل الدول المتربصة شراً بالمملكة . وكانت حاجة الدول العربية المشاركة تختلف من دولة لدولة وهي كما ذكرنا مالية بالنسبة للدول الفقيرة والمدمرة وسياسية بالنسبة للدول التي تعاني من فوضى سياسية ومن أزمة هوية وهي تكريس لوحدة الدول الخليجية داخل البنية العربية رغم الاختلاف مع قطر في الموضوع السوري وغيره.

لذا اخذت السعودية ما تحتاجه من اجتماع الجامعة العربية وحصلت يعض الدول بعض ما تحتاجه في هذه الظروف من الاجتماع العربي في جدة ومازالت ليبيا على ما هي عليه ومازالت سورية على ماهي عليه ومازال السودان على ماهو عليه ومازال اليمن على ماهو عليه ومازالت فلسطين أسيرة الصراع الفلسطيني – الفلسطيني وأسيرة العدو الاسرائيلي وأسيرة المجتمع الدولي الذي يدعم منطق الحرب ويرفض الحل العادل .