إلى كل المشردين والفقراء والمحرومين
 

إلى كل المشردين والفقراء والمحرومين والمستضعفين والطيبين وإلى أرواح الأموات منهم والأحياء ومن مات منهم فقراً وظلماً وحرماناً... 
قبل أن أكتب إليكم " السيد الشيطان " تحيَّرت في إسمكم وكيف أخاطبكم وبأي كنيَّةٍ أناديكم، هل بهذا الإسم أم بإبليس أم بطاووس الملائكة أم بأعظم العابدين أم بعزازيل أم أخاطبكم بكنيتكم "بإبي مرَّة" لكني تأدباً بالكتابة وانا لم أعهد أن أكتب غير الإحترام، لهذا أدعوك بكل محبَّة وتقدير أن ترشدنا وتدلنا على الطريق الذي ينجي من الموت اليومي والفقر اليومي والظلم اليومي الذي يمر علينا في عالمنا الشرقي باعتباره مهبط الأديان.
لا أريد في رسالتي المتواضعة والقصيرة أن أستعيد لكم تاريخكم الحافل بالبغضاء والفتن والقتل والمجازر البشعة  التي مرَّت على هذا الخلق في حقبات وعقبات مختلفة، وسأختصر لسيادتكم  فترة قصيرة من تاريخنا الذي يمر علينا في هذه الحقبة القصيرة فقط، لكنني أذكركم بأن سؤالي ليس إعتباطياً بقدر ما هو واقع حالنا من أن الذين يحكموننا منذ حكمهم وإلى هذه الساعة والدقيقة التي أكتب فيها، هم عباد الله من المؤمنين الذين يقيمون شعائر الله ولو كان على حسابنا وحساب أرزاقنا ومدارس أطفالنا ومشافي مرضانا وقطع أوصالنا وطرقاتنا وكتم أنفاسنا وتعطيل إقتصادنا وتعطيل أسواقنا وحرق أرضنا، ورهاننا إلى هؤلاء الأفَّاقين الذين يذلونكم ولا يكفَّون في كل حركاتهم وتمتماتهم عن سبكم وشتمكم ولعنكم ليلاً ونهاراً وخفيةً وجهاراً ويعملون ويفعلون كل ما لصقوه بكم من تهم قد تكون تلميذاً صغيراً في مدرستهم وأنتم من الراسبين فيها، عذراً منكم لأنني قد تطاولت على مقامكم ولكنها حقيقة عارية حتى من ورقة التوت التي غطَّت بها السوءة والعورة..! 

إقرأ أيضا : من قال بأن حزب الله لا يريد الدولة???!!!
أيها السيد "إبليس" ما يثير حفيظتنا واستغرابنا المدهش، هو أنَّ كل عمليات القتل والذبح والحرق والنحر و والحبس والتعذيب والتنكيل والتعدي على أعراض خلق الله، لا تغضب مني ولا تشمئز من الصراحة، كل ذلك لم يتم بإسمكم، بل باسم الله وخالق الأرض والسماء..؟ دعني وإستمع إلينا، وسأزيدكم طنابير من النغمات والمُكاءات والتصديات، والعِمَارات من بيوت الله، أنَّ سلب أرواح الناس وإختلاس أموالهم وسرقاتهم ووظائفهم التي تغطيها لحى قوافل الفحول من قريش، والرشاوى والفساد والخيانة من تزويرٍ وغشٍ حتى وصلت إلى المأكل والمشرب والدواء، إنهم ينحروننا باسم الله ويبتاعوننا ويبيعوننا ويذلوننا باسم الله، هل علمت أيها "السيد إبليس" بأنَّ كل هذا لم يتم بإسمكم..؟ 
السيد المحترم "عزازيل" هل ترى جنابكم وهو ليس خافياً على حضرتكم، أنَّ الشيوخ والكهنة والأحبار يتلوون الأدعية والصلوات أن يزيل هذه المحنة والغُمة عن هذه الأمة، وأن يهدي حكامنا من العرب والمسلمين إلى جادة الصواب رحمةً بهم وبعباد الخلق وما تبقَّى لهم من أنفاس وأغماس، مع أنَّ أموالنا منهوبة وأعراضنا منكوبة والموت يلاحق كل روحٍ في شوارعنا العربية والإسلامية والساحات والشوارع والطرقات والزواريب والرساتيق، حتى بيوت الله المنتشرة كالهشيم في أسواقنا العربية والإسلامية التي خرجت منها أكثر آليات القتل والتفجير والإنتحاريين البواسل، وما زال الحكام في كل وادٍ يهيمون ويشيدون دور العبادة كلها باسم الله وليس لكم فيها ذكر يُذكر..! 

إقرأ أيضا : رد على بيان الناطق الرسمي بإسم السيد مقتدي الصدر الذي تناول فيه شيعة لبنان!!
فهل يا سيد "عزازيل" هذه البيوت جزء من وظيفةٍ ومن رشوة، أم أنها رصيد حسناتهم يوم يلقون الله..؟ مع أنهم يتهمونك بأنَّكم سيد الرشاوى والفساد، مع أنها ليست بإسمكم..! لعلكم تجيبوننا يا " أبا مُرَّة" إسمح لنا بأننا خاطبناكم بكنيتكم، هكذا هم أكنّوك بهذه الكنية، لعلني أخطأت، أرجو المعذرة من جنابكم..! سأكون مأدباً معكم وأخاطبكم يا "طاووس الملائكة يا سيد العابدين" لأنَّ إسمكم شيطان هذا يعني أنكم أشر الشرور والابتعاد عن الحق والصواب، ولكن ساعدني كيف نفسِّر إنقسام الأمة بين تيارات دينية وإسلامية ودولنا الإسلامية تكفر بعضها بعضاً، وأحزابنا في تلك الدول بكل عمائمهم وصولجاناتها تفسٍّق بعضها بعضاً ويقتلون بعضهم بعضاً باسم الله ويزكون حكامهم وينزهونهم من كل عيب باسم الله، وليس باسمكم يا طاووس الملائكة...! أرجوك سئمنا الدم والقتل والذل والتهجير والتدمير والفقر والمرض والجوع، لقد مللنا تجار الله ومللنا زحمة المفتيين والقضاة والجباة باسم الله لسرق ونهب أموال الناس، والتعدي على حرمات وحدود الله باسم الله، أتمنى عليك أن تقرأ رسالتي وكلماتي بتمعن وبطول صبرٍ وتأملٍ، كما أتمنى عليك بأن لا ترد على رسالتي لأننا ما زلنا في سباتٍ من دين الله، وكما أدعوك أن تبقى في بلاد الغرب حيث أنت، بلاد الكفر والزندقة والجهل والتخلف، إنه مكانكم الطبيعي، حيث غوايتكم وهوايتكم...
عذراً نحن صادقون وأنتم الكذبة.