ما يحصل في ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني يدل على أن الأمور وصلت الى الربع الأخير من الطريق، كما أن اعلان الكتل النيابية موقفها من المرشحين مؤشر جيد ودليل على صحة الحياة الديموقراطية، غير أنه لا يخفى على أحد أن لبنان لم يعرف انتخابات رئاسية ديموقراطية منذ اتفاق الطائف الى يومنا هذا وأن لا امكانية لأي فريق ان يفرض على الآخرين مرشحه الرئاسي. لذا لا بد من العودة الى لغة الحوار بعد ان يظهر كل فريق سياسي «عضلاته» يوم الاربعاء المقبل داخل اروقة المجلس النيابي في جلسة انتخاب الرئيس، والمضي في اتجاه مرشح توافقي من خارج الاسمين المطروحين في جلسة 14 حزيران.

الأسماء الوطنية التي بامكانها ان تشغل منصب رئاسة الجمهورية ليست بقليلة، وليس من مصلحة اي فريق ان يحصر نفسه بمرشح واحد فقط، وفي لبنان من القامات والشخصيات ما يكفي للنهوض بالبلاد ومحاربة الفساد فيها وحماية المقاومة وعدم الطعن بها. لبنان لا يختصر بمرشحيّن فقط، والخيارات السياسية لا تختصر بالأفراد بل في الخط السياسي الذي يحتوي على ما يكفي من الشرفاء المناضلين في سبيل عزة وكرامة ونهضة الوطن.