هل يتكرر التاريخ بين إيران وأميركا؟
 

لا ينبغي أن ننسى أو نتجاهل المشاكل والحروب في الشرق الأوسط بالذات، وخصوصاً أنَّ لها جذورها التاريخية والدينية والمذهبية والحزبية والطائفية.
ولا ينبغي لنا أن ننساها من دون فهم خلفياتها التاريخية، وما يُعرف عن هذا الشرق بأنه مخزن الطاقة البترولية للبشرية وأنه ملعب وميدان الحرب في هذا الزمن، فالصراع الذي كان قائماً بين الفرس والروم على هيمنة وبسط السيطرة على هذا الشرق، نراه اليوم بين إيران وأمريكا،وإن كنت مخطئاً فسنرى هذا التنازع سيحتدم في الزمن القريب، لأنّ الحرب التي وقعت بين الفرس والروم كانت تتم في أغلب الأحيان عبر وسيطين أحدهما تابع للفرس والآخر للروم، لأننا قرأنا بعد سقوط سد مأرب هاجر معظم العرب "القحطانيين" من اليمن، منهم من هاجر إلى جنوب العراق، وإستطاع "المناذرة" منهم تكوين إمارة على الحيرة وتدين بالولاء للفرس، بينما هاجر بنو عمومتهم " الغساسنة" إلى جنوب الشام، وأقاموا لهم إمارة تتبع النفوذ الرومي، وتحارب أبناء العم (الغساسنة والمناذرة) بالوكالة عن أسيادهم ـ الفرس والروم ـ وهذا أشبه ما يجري اليوم في منطقتنا، نحن العرب الذين نتحارب بالوكالة عن "إيران وأمريكا"، لأنَّ أمريكا لا تنحاز إلى إسرائيل بقدر ما هي منحازة للسيطرة على البترول، لأنَّ إسرائيل هي بالأصل تابعة لأمريكا، لعلَّنا ندرك ذلك فيما بعد قبل فوات الآوان.

إقرأ أيضا : ضربة ترمب على سوريا ... بين حسابات القانون الدولي ووظيفة أميركا في العالم
وأما إيران فهي بإختصار تعرف تاريخها جيداً، لأنه هو أساس دينها الشيعي، ويكفي دليلاً على ذلك حمايتها لكل الطقوس والممارسات الدينية التي تمارسها الطائفة الشيعية في كل مكانٍ وزمانٍ وفي كل المناسبات، وهي أيضاً تحميها وتغذيها على حساب ما تعتقده ضمن طقوسها المقدَّسة. 
وأما السؤال عن الأمة الإسلامية، ولن نسأل عن الأمة العربية فهي منقسمة بين القبيلتين الغساسنة والمناذرة، وكلٌّ منهما يُحاربان بالوكالة عن أسيادهم،ولا داعي لحشد الأدلة على هذا؟

إقرأ أيضا : لأنَّك من نطفة الشيطان....!
فالأمة الإسلامية اليوم لا وجود لها، لأن الواقع والحقيقة وخصوصاً ما يجري في العراق واليمن وسوريا وحتى ـ فلسطين القضية ـ يكفي دليلاً على نفيها، لأنه يوجد ـ أمم شيعية ـ بأحزاب وربما ـ مذاهب ـ شيعية تتفق في الجوهر وتختلف في المكاسب والغنائم، ويوجد أيضاً ـ أمم سُنِّية ـ ولا يمكن لها أن تتفق ربما مع نفسها وفضلاً وبالقدر المتيقن مع الأمم الشيعية وأحزابها ومع دولتها إيران.

إقرأ أيضا : نستهلك ما صنعه الغرب ثمَّ نلعنهم !!!
من هنا لا يمكن أن ننكر أنَّ الحرب بين الأمتين السنية والشيعية، لها جذورها وبدأت مع الفتح العربي، وما زالت مفتوحة حتى يومنا هذا، ولذلك كل محاولات ما يسمَّى بالتقريب بين المذاهب الإسلامية وأمة إسلامية واحدة، وأسبوع الوحدة الإسلامية، من خلال ما يجري من صراع وتنازع ما هي إلاَّ إلتقاط النفس والأنفاس وهدنة مؤقتة بينهم، ولا نرى غير ذلك، ـ اللهم إبعد الفرقة والإنقسام عن أمتنا الإسلامية ـ هذه هي الحقيقة والحقائق المؤلمة لا بد من الإعتراف بها إن أردنا الحل والنزاع بين أبناء العمومة، وبين الأمة الواحدة، ولهذا لا يوجد أمة إسلامية واحدة فضلاً عن أمة عربية موحدة، والذي يؤلم أكثر أنه يوجد حقيقة أشد إيلاماً أنَّ هذا الشتات من المذهبيات الإسلامية السنية والشيعية، المتقاتلة والمتنحارة والمتنافرة والمتصارعة تفتقر إلى زعامة واحدة وقادرة وقوية يتحد الجميع فيها ومعها وحولها ضد عدوٍ واحدٍ ومشترك، لأن هذا الشتات جمع شتاتاً من غير المسلمين تحت راية المستضعفين من الأرض وهذا ما نشاهده في عالمنا العربي والإسلامي وخصوصاً في ـ العراق وسوريا ـ لأنَّ هذه الجماهير ـ المستضعفة والساخطة والمقهورة ـ تبحث عن مخلص لها علَّه يأتي من رحم الغيب على فرس أبيض  ليخلصها من الموت والفقر والقهر، ولا يهم من يكون، بل المهم أن يكون عدواً لأمريكا وأذنابها، لأنَّها هي الشيطان الأكبر.