الإتفاق الجديد بين بوينغ الأميركية وطهران يقود إلى علاقات إقتصادية بين الدولتين فهل ستقود العلاقات الإقتصادية إلى علاقات سياسية سوية؟
 

تم عقد صفقة كبيرة بين شركة بوينغ الأميركية لصنع الطائرات وبين خطوط آسمان الجوية الإيرانية يوم الثلاثاء الماضي قيمتها 3 مليارات دولارًا مقابل 60 طائرة مدنية من طراز مكس 737، تعتبر هذه الصفقة هي الأولى من نوعها بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وبطبيعة الحال تمت زيارة مسؤولي شركة بوينغ لطهران وتوقيعهم على العقد مع شركة آسمان الإيرانية بعد حصولهم على موافقة الإدارة الجديدة التي وعدت الشعب الأمريكي بتوفير فرص جديدة للعمل، علمًا بأن صفقات بوينغ مع طهران توفر مئات الآلاف من فرص العمل  للمجتمع الأميركي.

إقرأ أيضًا: أمريكا تؤجل العقوبات الجديدة ضد إيران وهذا هو السبب

هذا وكان يُتوقع أن تواجه الصفقة السابقة بين بوينغ وطهران ( لبيع 80 طائرة) التي تم عقدها في الأشهر الأخيرة لولاية الرئيس السابق باراك أوباما صعوبات بعد مجيء الرئيس ترامب، بالرغم من أن الرئيس أوباما صادق على تلك الصفقات ومع ذلك أدرجت شركة بوينغ بندًا في نص العقد مع الخطوط الجوية الإيرانية يصرح بأن الشركة الأميركية سوف تبدء بتنفيذ العقد بعد الحصول على الرخصة اللازمة من دون الإفصاح عن تلك الرخصة، وفي إشارة واضحة إلى العراقيل المحتملة التي كان يتوقعها الطرفان من قبل إدارة الرئيس ترامب.

أثارت تلك الصفقة إستياء أغلبية النواب الجمهوريين الأمريكيين، بينما السيناتور الجمهوري مك كين يقول بأن لا مشكلة قانونيًا في العقود بين شركة بوينغ والشركات الإيرانية حيث إن تلك الطائرات ليست أجهزة سلاح المحظور بيعها من إيران قانونيًا، وأضاف كين بأنه كان معارضًا للإتفاق النووي ولكنه لا يرى أية مشكلة قانونية أمام صفقة بوينغ- طهران.

إقرأ أيضًا: أحمدي نجاد يتحدى خامنئي من جديد

يتجلى دور الإقتصاد السياسي في الصفقات بين شركة بوينغ وإيران واضحاً، حيث أن فريق ترامب أطلق شعارات قاسية تجاه طهران خلال الحملة الإنتخابية ولكنه بعد وصوله إلى البيت الأبيض بدء يتأقلم مع الواقع ويتنازل شيئًا فشيئًا عن مواقفه السابقة وبينما يتمكن من فرض ضغوط على شركة بوينغ لإلغاء صفقته السابقة مع إيران يعطي لها ضوء أحضرًا لعقد جديد، لأنه يعطي الأولوية لشعاراته الإقتصادية وتحقيق وعوده بإنتعاش الإقتصاد وتحسين التجارة. 
إن الرئيس ترامب سوف يفتخر بإزدياد فرص العمل وتحسين مستوى الدخل القومي وفتح الطريق للشركات الأميركية لعقد صفقات تجارية مع إيران التي تشكل سوقًا متعطشًا مؤلفًا من 80 مليون نسمة يمثل طريقًا لإنعاش الإقتصاد الأميركي، فهل تتجه إيران أيضًا إلى تغليب مصالحها الإقتصادية على المصالح الأيديولوجية؟