لماذا هذه الإزدواجية في الفكر السلفي الإسلامي؟
 

يُقال أنَّ المتمسِّك بتعاليم دينه هو أفضل من غيره، ولعلَّ هذه المقولة كما تقول الكاتبة (وفاء سلطان) تحت عنوان "متى يخلع شيوخ السعودية سراويلهم الغربية... من أنَّ نيكتيا خروتشوف كان القائد الأعلى للإتحاد السوفياتي في أواسط الخمسينيات،وكان معروفاً بخشونته وعدم تحلِّيه بأي مرونةٍ دبلوماسيةٍ،يحكى أنه دعا سفراء الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الإتحاد السوفياتي إلى حفلٍ، قدَّم لهم خلاله المشروبات الروحية وغير الروحية. أثناء الحفل تقدَّم منه سفير بريطانيا متودِّداً ومازحاً ومشيراً إلى سفير الهند، إنظر إلى ذلك الرجل إنه يشرب العصير بدلاً من الفودكا، يبدو أنه متمسِّك بتعاليم دينه! فردَّ خروتشوف بلا أدنى تردُّد هو أفضل منك لأنه ملتزم بما يؤمن به ".

إقرأ أيضا : ما هي جريمة الشيخ عباس حايك ؟
لعلَّ الكاتبة محقَّة في جانب، باعتبار أنَّ شيوخ السلفية في السعودية هم أسرع في تصدير كثير من الفتاوى التي تنفي العقل وتنعي النقل،وغير محقَّة في جانبٍ آخر باعتبار أنَّ تلك الفتاوى هي شاملة للسلفيتين الشيعية والسنيَّة، وهما يُجمعان على  مخالفة الغرب الكافر ويحرِّمان التشبُّه به، لأنه من الكبائر المحرَّمة.وهذا مما يكشف هشاشة وضحالة الفكر الإسلامي السلفي، وما يُحاط به من هالةٍ تُضخِّمُ من أمره،وتُثني على سعيه،ما هي إلاَّ كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءاً.. حتى إذا جاءه.. لم يجده شيئاً... ووجد الله عنده فوفَّاه حسابه.

إقرأ أيضا : كيف نصنع المستبدين
وأساس هؤلاء متعصبو أهل الحديث والرواية ،الذين أصرَّوا ويُصرُّون على أن يجعلوا من كلامٍ جمعوه بعد وفاة الرسول(ص) بأكثر من مائة عام، في مستوى القرآن المجمع على سلامة ما بين دفتيه.بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فأجازوا نسخ القرآن بالسنة والرواية ،بل أسوأ من ذلك قالوا إنَّ السنة قاضية على القرآن وليس العكس.

إقرأ أيضا : البابا....وعِظَةُ السلطة
بالعودة إلى شيوخ السلفية الإسلامية ماذا قدَّموا من إنجازاتٍ ومن إنتاجٍ يسهم في نمو العقل البشري والنهضة العلمية الإبداعية ،سوى إبداعهم في تصدير فتاوى لا تألفها الفطرة السليمة ، منها "إرضاع الكبير وتفخيذ الصغيرة" بل زادوا إبداعاً في الهوس الجنسي في الإسلام، ناسين ومتناسين هؤلاء الشيوخ ،أنَّ الميكرفون الذي يستعملونه لبث الفتاوى والوعظ والإرشاد هو إختراعٌ غربيٌ كان للفيزيائي البريطاني الكافر الملحد " شارلز واتس توم".ولولا هذا لظلَّ الشيوخ يزعقون من منابر النخل والخشب "يجوز الإرضاع ويجوز التفخيذ" بل حتى القلم الذي يحملونه ويكتبون به إبداعاتهم ، تمَّ تصميمه لأول مرة من قبل الكفرة في بريطانيا ، بل حتى الورق الذي يكتبون عليه ، كان أول من إخترعه هم الصينيون الكفرة عام 105 قبل الميلاد.أكثر من ذلك حتى الساعة التي ينظمون بها أوقات الصلاة والصيام ، أول من إبتكرها واخترعها هم الإغريق عام 205 قبل الميلاد.

إقرأ أيضا : مولانا القاضي
نعم لو قُدِّر أن يمدَّ خروتشوف رأسه من القبر متحدِّياً هذا الإبداع في الغرب قائلاً لهم: ألم أقل لكم إني أحترم هؤلاء الشيوخ ، أكثر منكم لأنهم ملتزمون بتعاليم دينهم، لذلك أفلحوا بزراعة شجر التوت لأنهم يحتاجون ورقه ، ليستروا عوراتهم ،لأنَّ الله تعالى أمرهم بالستر والحشمة، لأنَّ كشف العورة حرام وهو من أعظم الكبائر.