أعلنت واشنطن وموسكو الإثنين أن سوريا ستشهد إعتباراً من فجر السبت الواقع في 27 شباط/ فبراير وقفاً لإطلاق النار لن يشمل الجماعات المسلحة في هدنة ربطت المعارضة التزامها بها بوقف القصف وفك الحصار عن المدن،وإن الأسد قيم مضمون البيان المذكور كخطوة مهمة باتجاه التسوية السياسية، وأكد استعداد الحكومة السورية للمساهمة في تطبيق الهدنة.

بدأ الرئيس بوتين جهوده لإنجاح تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بالإتصال بالرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء 24 فبراير/شباط، وتباحث معه في سبل تطبيق الإتفاق الذي أكدت دمشق التزامها بتنفيذه ، وقد أعلن الكرملين أن الأسد أكد لبوتين إستعداد دمشق لدعم تطبيق الإتفاق.

  ولم يغفل هذا الإتصال عن التأكيد على أهمية الاستمرار في محاربة "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من المجموعات المصنفة إرهابية وفق مجلس الأمن وقد حدد النظام السوري منتصف نيسان/ابريل موعداً لإجراء الإنتخابات التشريعية.

وإنطلاقاً من هذا الأمر جاءت مبادرات مرحبة بهذا الإتفاق إن من جانب دول عربية أو أجنبية ولا شك في أن توافق واشنطن وروسيا يعَـدُّ الخطوة الأولى المهمة من أجل وضع حد للحرب المدمرة، التي تشهدها سوريا منذ سنوات من هنا.. إتفقت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على عدد من البنود الواجب التقيد بها من قبل أطراف الأزمة السورية، ضمن خطة وقف إطلاق النار التي أعلنت عقب لقاء وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا، جون كيري وسيرغي لافروف ومن بين البنود: أولا- شروط المفروضة على فصائل المعارضة السورية، وثانياً : شروط المفروضة على قوات النظام السوري وحلفائه .

فإذا كان الإتفاق الأميركي الروسي بإيقاف إطلاق النار في سوريا إبتداءاً من فجر السبت القادم بمثابة خطوة عملية جادة نحو الدخول في مرحلة انتقالية حقيقيه تضع حداً للدمار الذي لحق بسوريا فإن الجميع يرحب به ونأمل في مواصلة الجهد في هذا الإتجاه بوضع نهاية مقبولة من قبل جميع الأطراف للبدء في إدارة شؤون البلاد بأيدي السوريين أنفسهم ودون أي وصاية عليهم من الخارج لأن مستقبل سوريا لا بد وأن يُدار من قبل السوريين أنفسهم لأنه لا معنى لأي نظام جديد يقوم في سوريا لا يدار من قبل أبنائه وأصحاب المصلحة الحقيقية في عودة الحياة الطبيعية فيه وعودة الملايين من المهجرين إليه ورفع العبء الثقيل عن كاهل الدول التي تحملت مصاعب وتكاليف هذه الهجرة وعذابات السوريين بعيداً عن وطنهم ومصادر حياتهم فيه.

وبإختصار .. فإن كل عربي مع كل عمل يؤدي إلى إيقاف نزيف الدم وحفظ حقوق الشعوب وما نتمناه هو أن تكون أميركا وروسيا مع حق الشعب السوري في الحياة الحرة الكريمة وفي الإستقرار والإستقلال للبلد..