تعرضت الأمّة الاسلامية وما زالت عبر تاريخها الطويل للمجازر والإبادات في حق البشرية والأنسانية على أيدي الأرهاب المتمثل بالإستعمار الأجنبي ومن خلال عملاء الداخل العربي والأسلامي الذين اتخذوا من الدين شعاراً لأعمالهم الأجرامية, بعد أن خلفهم الأستعمار وراءه ليقوموا بتنفيذ الاهداف والمخططات وسعياً لنهب الثروات والخيرات والسيطرة على كل المقدرات والطاقات والامكانيات التي تملكها هذه الامة واستعباداً للعباد والبلاد.ولذلك يعمل الاستعمار على تأليف الحكومات الدكتاتورية وتنسيقها وتركيبها بحسب أجندته وما يخدم مصالحه الأستراتيجية العسكرية والسياسية والاقتصادية . وتمارس هذه الحكومات القمع والقهر والخداع والتضليل الذي يؤمن لها الاستمرار في الحكم لأمد بعيد وكي تُحكم قبضتها وهيمنتها على المفاصل الاساسية التي تشكل قوة نفوذها داخل السلطة عبر تحالف بينها واصحاب روؤس الاموال الذين يتحكمون بأقتصاد البلاد, وهذا النوع من التحالف السلطوي والمصلحي حاربه الأمام الحسين"ع" والذي يمثله أركان نظام يزيد ومجموعة من أصحاب المصالح الاقتصادية المنتفعين بالنظام وتجار الدين .كان يزيد وعبيد الله بن زياد والشمر وعمربن سعد ومن على شاكلتهم يمثلون أركان النظام, وأما أصحاب المصالح فكان يمثلهم أولئك الذين انفرطوا عن مسلم بن عقيل وكانوا يقولون:"ما لنا والدخول بين السلاطين" وخافوا على دنياهم, وأما تجار الدين وهم الأخطر فكان يمثلهم أولئك الذين أفتوا بقتل الحسين"ع" ولقد ساند الحكم الاموي حرب التضليل الديني ليمارس تخديره للجماهير المسلمة وأبدع في اختراع الحيل والاساليب الملتوية فاستقطب معاوية مجموعة من الصحابة ورجال الدين أغراهم بالمناصب والهدايا ووفرلهم المال الوفير وطلب منهم القيام بهذه المهمة الخبيثة وهناك عمل آخر قام به الحكم الاموي على صعيد التضليل الديني وهو أشد خطورة من سابقه ألا وهو تزييف الاحاديث وتحريفها وتحويلها الى أفكار تبريرية للواقع المنحرف, وقد نشأت من جراء ذلك مدارس عديدة كان لمعاوية مساهمة فعالة في إرساء قواعدها وما نشاهده اليوم من تضليل وارهاب هو من نتاج أفكار تلك المدرسة التي عانى منها المسلمون والبشرية جمعاء الكوارث والدمار والانحراف.