مبادرة التخلص من الأسلحة الكميائية. مبادرة من الواضح انها إسرائيلية جاءت على لسان الروس. هي مبادرة وافقت عليها دمشق تجنبا لعدوان محتمل كان من المفترض أن يستهدف عدد من المراكز العسكرية التابعة للجيش السوري.

 

إن ما يدفعنا للقول أن المبادرة إسرائيلية هو أن الفائز منها بشكل رئيسي هو الكيان الصهيوني. فنزع السلاح الكيماوي من أيدي النظام السوري سيزيح هما كبيرا عن أكتافه.

 

صحيح أنه من المبكر المراهنة على احتمال نجاح المبادرة، ذلك لان المفاوضات حولها لا تزال في ايامها الاولى. لكن موافقة سوريا والولايات المتحدة عليها يجعلان الحديث عن تسوية معينة ممكنا.

 

لقد قبلت دمشق بالمبادرة الروسية لانها شعرت ان الضربة باتت قريبة. في حين وجد الرئيس الامريكي باراك اوباما ان المبادرة تشكل مهربا لا يعوض من حرب قد تكون اقرب الى المغامرة، خاصة وان المبادرة تضمن أمن العدو الصهيوني، وتحسن موقع واشنطن في أي مفاوضات قادمة.

 

وهكذا نجد أن النظام السوري  ليس لديه مانعا في تقديم تنازلات طالما أن ذلك سيؤدي الى بقائه. فهو جاهز للتخلي عن الممانعة وعن التوازن العسكري مع الكيان الغاصب عندما تصل الأمور الى امكانية إزاحته.

 

ويبقى أحد الخاسرين من هذه التسويات الكبرى هو الجيش السوري الحر الذي يعاني من ضربات الجيش السوري وحلفاؤه من جهة ومن تخلي الغرب عنه من جهة أخرى بعد أن راهن كثيرا على العدوان.

 

في حين أن الخاسر الاكبر هو المواطن السوري الذي ستكلفه المبادرة الكثير من الدماء، إذ أنها تبرر إستمرار الحرب.

 

المشكلة في المبادرة الروسية -الإسرائيلية الصنع- هي أنها إختصرت الحرب في سوريا بالسلاح الكيمائي ونسيت أن المطلوب هو وقف الحرب التي تعيشها سوريا منذ أشهر والتي تستخدم فيها جميع انواع الأسلحة.