نسمع في الفترة الأخيرة كلاما كثيرا عن إحتمال نشوب حرب أهلية في مصر. ومن المعروف أن مصر لم تشهد أي حرب أهلية من قبل، علما أن تاريخها كان حافلا بالمشاكل الكبيرة التي كان بالامكان أن تؤسس لأرضية خصبة لأي حرب بين فئات الشعب.

إن "الأخوان المسلمين" في مصر يسعون إلى إيجاد حرب أهلية، في حين أن الجيش يسعى إلى حماية مصر منها.وقد راهن "الإخوان" كثيرا على الحرب الأهلية في مصر، وتبين فيما بعد أن هذا الرهان خاسر، وهذا ما يتأكد يوما بعد يوم، إن كان من ناحية المواقف التي يتخذها الجيش أو من خلال المظاهرات المليونية الداعمة لقرارته والرافضة للحرب.

وقد برزت محبة الشعب للجيش من خلال التعبير عن التقدير للفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي يرى فيه الكثر خلفا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ومن هنا فإنه من الصعب إيجاد شرخ بين الجيش والشعب اللذان يقفان في صف واحد.

إن "الإخوان المسلمين" مهما سعوا، فإنهم في النهاية سيفشلون، وسيدركون أنه لا أمل من الإستمرار في مواجهة الجيش والشعب المؤيد له. ولعل ما يؤكد ذلك هي الدعوات المستمرة التي يوجهونها إلى دول الخارج للإعتراف بشرعية نظام الرئيس المعزول محمد مرسي وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي.

إن الحرب الأهلية لن تقع في مصر طالما أن هناك وعي لدى الشعب المصري بضرورة الوقوف إلى جانب الجيش الذي هو الحامي الأول للبلاد. وبالنسبة لجماعة "الإخوان المسلمين"، فإن الأكيد أن عمرها بات مرتبطا بالتحالف الموجود بين الجيش والشعب، فإما أن يسقط هذا الحلف وتنتصر أو أن يبقى وتزول وهذا ما يبدو أنه سيحصل.