أوباما الممانع

يبدو أن إيران التي يرأسها اليوم الرئيس "المعتدل" حسن روحاني تتجه نحو كسر عزلتها الدولية والاقتصادية، ومن الممكن فيما بعد نحو الاعتراف بها كقوة مهمة في المنطقة.

فالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلتقى الرئيس روحاني على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وكان هناك تلميح إلى إمكانية عقد لقاء بين روحاني والرئيس الأمريكي باراك اوباما، إلا أن ذلك لم يحصل. مع العلم أن البيت الأبيض أشار في وقت سابق إلى وجود اتصالات بين الادارة الامريكية والسلطات الايرانية ستستمر في الاسابيع والشهور المقبلة. كما وأن الرئيس أوباما كان قد أعرب في وقت سابق عن استعداده لمنح فرصة لسلوك طريق الدبلوماسية مع طهران.

إن الممانعين اليوم باتوا "مهزلة العصر" بعد أن فتحت حليفتهم ايران باب التفاوض "بجدية" مع الغرب في عدة ملفات، أهمها الملف الننوي الايراني والازمة السورية والوضع في لبنان والمنطقة بشكل عام، وصولا إلى التباحث حول إعادة تقاسم النفوذ في المنطقة من جديد.

وإنطلاقا من هنا، هذان سؤالان يطرحان على الممانعين:

أولا- ما رأيكم بهذا الغزل الامريكي خاصة وأنهم يعتبرون ان امريكا والغرب عملاء للعدو الصهيوني؟

ثانيا- ماذا سيكون موقفكم عندما سيلتقي الرئيس اوباما مع حليفكم روحاني، حيث سيقابله حليفكم بإبتسامته المعهودة؟

على الممانعين أن يعلموا أنهم ليسوا سوى ادوات لتنفيذ السياسات الايرانية، وأن أي إتفاق قادم سيكون على حسابهم. وهذا ليس بغريب، لأن الممانعون يعلمون جيدا أن ايران لم تكن مطلقا صديقة للعرب، وانما صديقة لمصالحها.

وعلينا منذ الان أن لا نستغرب إذا خرج علينا أحد الممانعين ليبرر التقارب الأمريكي الإيراني بالقول: "كل المسألة أن أوباما قد أصبح ممانعا".

نعم أيها القوم لقد هزم الممانعون.