ان الصيام قد أمر به الإنجيل قبل أن يأمر به القرآن الكريم "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"..فهنا نرى أنَّ الحكمة من وجوب الصيام ليست كما يقولون من ان يتذكر الصائم الجائعين والفقراء والمحتاجين لكي يحسن اليهم ويتصدَّق عليهم بالرغيف والكعك والقرش والليرة فلو كانت الحكمة كما قيل لأوجب الله الصيام فقط على الأغنياء والمترفين دون الفقراء والمحتاجين .. بل لعل الحكمة تكون من وجوب الصيام هو أن يضبط الصائم نفسه بوازع يردعه عن استغلال الناس واستثمارهم وان يتعدى على طعام الناس وان يسرقهم ويحتكر مقدارت الشعب من أجل الاستغلال والتجارة بحياة الفقراء والناس وان يستغل أقوات الشعب فناً من فنون الغش واللعب باسواق الناس وبالتالي ليشعر ببناء الحياة من اجل سعادة المجتمع وبناء وطنه وليكبح شهواته من اجل ان يكون عنصرا صالحاً في مجتمع يسير في سبيل التقدم ويكون بلده ووطنه في تقدِّم وازدهار...ولنتذكر قول النبي محمد (ص) "كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش) لأنه لم يرق به الصيام الى احترام الانسان والحياة واحترام بلده ووطنه واحترام حقوق الآخر مهما تباين في العرق والدين كل ذلك من اجل بناء البلد والوطن وان يقف بوجه كل من يقامر ويتاجر برغيف الفقير والمحروم ..