إنني كمواطن عادي، أرى من واجبي الوطني والشعور بالمسؤولية أمام الله والتاريخ، كما هي مسؤولية كل مواطن لبناني من أن يفكر وأن يجيب وأن يخرج من هذه الظلمة الدامسة التي يعمل عليها العدو الإسرائيلي وأذنابه، من زرع الفتن والانقسام المذهبي والطائفي، لأنَّ هذا الوطن بشعبه وأرضه هو بلد تحدٍ شئنا أم أبينا، لأنَّه أمام إسرائيل، ونتيجة لموقعه الجغرافي، لا بدَّ أن يستعيد كل أرباب الطوائف والأحزاب في هذا البلد إلى المواطن اللبناني أفقه الواسع لكي ينتج ويساهم في صناعة تاريخه وصناعة مستقبله، وإلاَّ سنبقى جميعاً مكشوفي الرأس في العراء التاريخي، ولا يوجد سقف يظللنا ويحمينا من هذا العدو الذي لا يعرف إلا المطامع في بلدنا وأرضنا من خلال سياسته الوحيدة في تفريق الصف الوطني والتقسيم وخلق إسرائيليات جديدة في هذا البلد. فإنَّ دماء جميع الشهداء والمؤمنين والمجاهدين من كل أحزاب لبنان وطوائفه والتي تمكنت من التصدي لهذا العدو المتربص، ومنعت التقسيم وحفظت المقاومة، ستبقى هذه الدماء هي الضمانة الأولى والأخيرة لهذا البلد ومجتمعه الذي هو تعبير عن ارادة الله المتجسدة في الآية الكريمة (وضُربت عليهم الذلة والمسكنة). يا عقلاء وحكماء وعلماء هذا البلد، ويا أصحاب العمائم والمآذن والأجراس والكنائس، ويا زعماء الطوائف وأرباب الأحزاب، ويا أيها الشعب المؤمن الطيب، فصيانة هذا البلد ومقاومته، هي بدماء قلوبكم الطيبة والمؤمنة، وبأياديكم العاملة، وبالنفوس الطاهرة جميعاً، فلنحفظ المقاومة بقوة الإيمان والصدق والمحبة، لأننا في هذا البلد الذي نعيش جميعاً، نملك الكثير من الطاقات والأفكار التي تجنبنا من كل الكوارث والمصائب، حتى نحفظ هذا البلد وهذا المجتمع حتى يكون في أمنٍ وأمان من الخوف والمرض والجوع، لكي يبقى لبناناً واحداً ـ كما قالها يوماً الإمام موسى الصدر ـ أرضاً وشعباً بإرادة عنيدة جبَّارة، لا نريد التقسيم وخلق اسرائيل، لأننا نرفض الدولة المارونية والدولة الشيعية والدولة السنية والدولة الدرزية. نريد أن نعيش معاً كمواطنين مسلمين ومسيحيين رغم كل المآسي، ونبقى مصرِّين على التعايش معاً في وطنٍ واحد نعيش أمانينا وقيمنا ورسالتنا الحضارية. الشيخ عباس حايك