إن هدف كل مواطن لبناني ـ كل إنسان ـ  أن يحيا ويعيش حياة كريمة وعزيزة، ويجد الطرق والسبل لسد حاجاته من دون فضل أو منَّة من أي حزبٍ أو جمعيةٍ أو مسؤولٍ أو أيِّ أحدٍ على الإطلاق ،لكي تغنيه من أن يُذلَّ ويُستعبد من الذين يهيمنون على مقدرات الشعب والدولة، في لبنان يوجد الأكثرية الساحقة التي لا تجد حاجاتها من الطعام والتعليم والعلاج والدواء والماء والكهرباء وكل ما هو ضروري بالحد الأدنى، وحتى الذين ينتمون إلى أحزابهم الطائفية لا يجدون الحاجة المطلوبة التي تغنيهم عن الذل والذهاب بماء الوجه، هذه الأكثرية المنكوبة تجدها في عالمنا العربي والإسلامي، والذين خرجوا في بلدنا لبنان لا يمكن وصفهم بالأقلية إن لم تكن أكثرية، التي خرجت بشعار كلٌ يريده من إسقاط النظام الطائفي، وإسقاط الحكومة الطائفية الحزبية، لأنَّ النظام ليس له طائفة ولا الوزارة فيها طائفة، ولا مراكز الدولة تنتمي إلى دين  أو طائفة، بل هوية النظام والوزارات والمؤسسات هويتها واحدة وهي هوية الشعب اللبناني، وليس محالاً أن يأتي أيُّ طائفي في منصبٍ وزاري أو إداري أو رئاسي ما دام يستحق هذا ضمن الكفاءة والمعيار الصحيح ويعطي كل ذي حقٍ حقه، ويعمل بضميرٍ ينعش فيه البلد وشعبه، ولكن أن تبقى الفوضى المنتشرة في هذا النظام بتلك العناوين الدينية والطائفة فهذا ما جعل من الإنتهازيين والطائفيين والوصوليين والسارقين والناهبين ينهبون قوت الشعب ورغيف عيشهم وجعلوا قضيتهم هي قضية الدين والطائفة والحزب..

في هذا السياق، فإذا كان كل الثائرين والمعترضين على هذه السلطة الفاسدة والناهبة، هم من الفئة الضالة في هذا البلد، فأنا أعترف بأنني أقرب إلى تلك الفئة الضالة، بدلاً من أن تحكمنا سلطة سادت فيها شريعة الغاب،والذي يبدو فيها "ميكافيلي" سيد الموقف بلا منازع، إنها الغابة التي تبرِّر الوسيلة، والوسيلة فقر، ظلم، فساد، سرقة، نهب، ولا احد فيها يهتز له جفن، ولا عين تخجل من أنَّ شعباً يعاني من مرض وجوع وخوف وفقر، فنحن مع كل حركة وطنيةٍ تعمل لإقامة حياة عزيزة يتحرَّر فيها المواطن اللبناني من الجهل والفقر والإستغلال، ويستقل هو بنفسه وفكره وحياته وحريته، ويشعر بأنه إنسانٌ هو سيد نفسه ومالكٌ لقرارة أمره، أيها المواطن اللبناني، لا وطن لنا إلا بهذه الوحدة الوطنية، فليسقط شعار الطائفية، ولا وطنية لنا وحياة لنا إلاَّ بهذا التعاون والتكاتف مع الجميع لدرء كل ما يجلب علينا فقراً وذلاً، فلنفقأ هذه الدُّمل التي نخرت عظامنا منذ عشرات السنين، فقد حان الفجر أن ينجلي لنا وطناً عزيزاً يتساوى فيه الجميع تحت سقف العدالة والمساواة...

فهنيئاً لنا ولكم بهذه الشعارات الضالة..