ما زال العرب يعيشون هذا الوهم بأن إسرائيل وأذنابها الترامبية يريدون سلاماً بل يريدون تغذية الحروب على العرب ومعهم المملكة السعودية
 

(على حد قول أحد الأصدقاء "والإمامو علي" مش قابضين من السعودية)، عندما تتابع الحملات الإعلامية ـ الصهيوأمريكي ـ من خبراء إستراتجيين، ينتابك قلق أمام حملة تفكيكية للإطاحة بالنظام السعودي، من بعد إسقاط العراق وما يجري في سوريا واليمن ومروراً بمصر ولبنان، ناهيك عن فلسطين التي ما زال اليهود يعملون على تنفيذ إنهائها بدءاً من أملاك الفلسطنيين التي صودرت منذ نصف قرن وإلى هذه اللحظة، وكأن الحلم الصهيوني ينمو أكثر فأكثر لتحقيق دولة إسرائيل الكبرى، ومازالت الحملات تكبر وخصوصاً الحملات الترامبية توحي بأكثر من ذلك،من الإستيلاء على حقول النفط السعودي الهائل. بدليل ماذا يهم ترامب قضية الخاشقجي؟

في الوقت الذي يشن حرباً على العرب بدعم كل الحركات المتطرفة من أجل أن تبقى الحروب في هذه المنطقة، ويكفي الدعم الأعلى لإسرائيل العدو الذي يهدأ، لأن الولاء لليهودية عند ترامب هو أكبر من الولاء للعرب والسعودية، مع العلم بأن السعودية هي حليفة وصديقة لأمريكا وهي السلطة المعتدلة جداً للإطار الإقليمي.!

إقرأ أيضًا: شيوخ الجُبَّة والجباية والخيانة...!

البعض يذهب أنه مجرد تهديد وهو بمثابة حرب نفسية وضغط يمارس على المملكة، ويعز ذلك بأن الشركات النفطية الأمريكية هي بحاجة إلى تهديد السعوديين للإنصياع لرغباتهم والرغبة الترامبية، لأنهم بحاجة إلى تعزيز قواعد جوية عسكرية في السعودية لمهاجمة ـ أية دولة عربية كما حصل في العراق ـ عندما تقتضي الحاجة الصهيونية، وهذا ليس تهديداً فارغاً فنحن نشهد اليوم إنهيار للعملات وللأوضاع الإقتصادية في هذا المحيط، والذي حولت السعودية عملتها كأكثر الدول من الدولار إلى اليورو والذهب، ـ مع العلم بأن المملكة لم تعتمد على السياسة الترامبية ولم تقدم لها أي قواعد جوية على أرضها، ومع ذلك فهي ما زالت علاقتها ودية أمريكية ترامبية، إلا أن النهم اليهودي الإسرائيلي لم يشبع من النفط العربي وما زالت تفرض على العرب بزعمها أنها تريد السلام كما أوحت للراحل للأمير عبدالله، ودفعت المملكة فاتورة هذا الزعم الموهوم والمزعوم، وما زال العرب يعيشون هذا الوهم بأن إسرائيل وأذنابها الترامبية يريدون سلاماً بل يريدون تغذية الحروب على العرب ومعهم المملكة السعودية، لأن أمريكا وإسرائيل تعتبران أن المال والنفط في دول الخليج والدول العربية هما بمثابة إحياء الميت أو هما فياغرا لعودة ضخ الدم من جديد..

بعد كل هذا ومن المسؤولية الإسلامية والقومية العربية يجب على المملكة وعلى كل دول الخليج ألا يتنازعوا مع إيران وعلى إيران أيضاً أن تبادر للعودة إلى التلاحم بدلاً من التنازع، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم....