أليس الأجدى بمن يدعي حماية البلد والمواطن أن يحميه من قبل أن ينظر إلى علاجه؟
 


مئة مليار دولار ديون البلد، والحبل على الجرار.! 

كوني مواطن لبناني ومثلي مثل الكثيرين الذين يعيشون الهم والغم في بلد شبه مشلول، ومن المتابعين لحامي العهد الوزير جبران باسيل ـ إن العهد كان مسؤولاً ـ فمنذ أن استلم وزارات وهو يبني العهد بنواياه ـ للأقل نية حسنة ـ وهذا حال الوزارة في بلد تعمه الفوضى وتزيده فقراً وديناً، وهذه الحالة تذكرنا بمثل وحكمة كتبها الكاتب " جون روينز" عن بلدٍ يوجد فيه مطل يشرف على مناظر بديعة الجمال، إنما يشكل المطل خطراً على المتفرجين فيقع بعضهم في الوادي،ولذا جهزت وزارة الصحة الوادي بكل ما تيسر لها من مستشفى نقال وأطباء اختصاصيين وتجهيزات طبية كاملة للمداواة الفورية لمن يقع، وكانت تصرف الأموال بكرم وبذخ كبيرين لكثرة عدد السياح والضحايا، حتى جاء أحد الحكماء يوماً ونصح الوزارة بوضع سياج على المطل يحمي الناظر من الوقوع بدلاً من إنتظار وقوعه ثم مداواته، وهذا حالنا مع كل الوزارات في هذا البلد رغم أننا نحمل نيتكم إنها صافية ـ إن شاء الله نوايا حسنة ـ بمنع الأمراض والضرر برغم من نيتهم الصافية بالعمل على درهم وقاية غير المكلف وغير المرهق الذي لا يضيع وقت المواطن المنتج في هذا البلد، ولكن ينقصهم الحكيم.. ولكن الأجدى يا حضرة الحامي الذي لا نراك إلا على الشاشات يميناً وشمالاً منظراً كأنك أنت الأوحد الذي يريد بناء عهداً قوياً فقط بحماية البلد، أليس الأجدى بمن يدعي حماية البلد والمواطن أن يحميه من قبل أن ينظر إلى علاجه، أليس الأجدى أن تحمي خبز الفقير قبل حماية سعر الخبز، ان تحموا المواطن من مرضه قبل أن يشتري دواءاً مغشوشاً، والأجدى أن تحموا البلد من كثرة الديون بشراء بوارج وباخرات وطائرات والبلد على حافة الإنهيار، ولكن لا ندري على ماذا يتكل هذا العهد لتسديد الديون؟

إقرأ أيضًا: من نصدِّق الحكيم أم الرئيس..؟

 

 أنا يا حضرة الحامي لست خبيراً إقتصادياً مثلكم ولا أتقن فنون الإقتراض وأجهل عمليات تدوير الديون، ولكن مواطن كأي مواطن لبناني يتساءل بماذا يتحصن أهل العهد والحل والربط لسداد هذا الدين، الذي اتعبنا وأتعب اللبنانيين والبلاد والعباد، ولأجيال لاحقة حيث :"لا خيل عندك تهديها ولا مال".. 

يا فخامة العهد ويا حضرة الروؤساء وحضرة الوزاراء والنيابة ويا أئمة البلد، عليكم جميعاً أن تجلسوا على كرسي الإعتراف لتعترفوا وتقروا، بأننا نعيش حالة الخوف والمرض والفقر والجوع والدين، ونعترف كمواطنين نحن بتقصيرنا وربما تقصيركم أنتم جميعاً، لا تعتبرونها جرأة على مقامكم ومقام فخامة العهد ومقام أصحاب الرياسة والنيابة والنيافة، بقدر ما هو صوت من أصوات اللبنانيين، وإن كانت إن شاء الله نياتكم حسنة، إلا أن الجامع المشترك بيننا وبينكم نحن من المواطنين العاديين وأنتم من حماة وسادة وأعيان البلد، هو التقصير، وإلا ماذا ينفع الصراخ هنا والإتهام هناك وأنتم أصحاب رفع شعار الإصلاح والتغيير،"لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم"، وحتى يغيروا ما في نياتهم، وتذكروا "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم" أو تتكلوا على مقولة "إنما الأعمال بالنيات" ...