ولله الحمد ما زلنا نرى بأن الوعي ينتشر ـ وربما يكون بطيئاً ـ ولن تنفع كل محاولات الفتنة
 

نسمع كثيراً عن بطل رواية يعرف بالأعور الدجال، وكنت أشعر دائماً برغبةٍ ملحة لمعرفة هذا البطل، حتى قرأت كتاب "الشيعة في الميزان" للفقيه الشيخ محمد جواد مغنية(رحمه الله)، الذي نقل القصة عن رواة عدة اختلفت أقوالهم في الوصف والتصوير،والاختصار والتطويل،ولكنهم اتفقوا على أصل الفكرة،والصورة التالية تعبر عن أقوالهم مجتمعة: (يأتي في آخر الزمان، رجل اسمه صائد،ولقبه الدجال،عينه اليمنى ممسوحة،والأخرى في جبهته،تضيء كأنها كوكب، فيها علقة ممزوجة بالدم،مكتوبٌ على جبينه "كافر" يخوض البحار ويجوب آفاق الأرض،يسير في يديه جبل أبيض يخاله الناس طعاماً،وما هو بطعام،وخلفه جبل من نار ودخان،ينادي بأعلى صوته،إليَّ إليَّ أتباعي،أنا الذي خلق فسوَّى،وقدَّر فهدى،أنا ربكم الأعلى، أكثر أتباعه اليهود،تحته حمار مسافة ما بين أذنيه ميل، لا يمر بماءٍ إلا غار،ولا بزرعٍ إلا تلف، ولا بشعبٍ إلا أهلكه،ورماه في هوة الفقر والبؤس،وتنتشر في عهده الفتن في كل مكان، وتتراكم كقطع الليل المظلم...) يضيف: سواء أكان رواة هذه القصة محل الثقة أو الريب،فإنها تنطبق كل الإنطباق على دول الاستعمار والاحتكار  ونضيف : والسلطات الفاسدة مع أحزابها والكهنة والفريسيين من رجال الدين المتخمين والموظفين تحت هذه الأحزاب ـ الذين يدخلون جميعاً الشعوب والناس بقصد الصيد والقنص ـ هذا باسم السياسة والمصلحة، وذاك باسم الله والدين ـ وتتستر بإسم المساعدات الفنية ـ والدينية، والدفاع عن حقوق الضعفاء، وأما العين التي تضيء كالكواكب فهي إلى ثروة المحتكرين وأموالهم ـ وبالخصوص المؤسسات الدينية مع أقمشتها ووكلائها ـ وأما علقة الدم فيها ترمز إلى أن مصدر هذه الأموال دماء الكادحين والمحرومين، وكلمة "كافر" فهم يكفرون بحقوق الإنسان وخالقه، والجبل الأبيض الذي يظن أنه طعام، هو تصدير رؤوس الأموال إلى البلدان المستعمرة ـ والأحزاب ـ للسيطرة على مواردها ومقدراتها، وجبل الدخان والنار هي الحرب التي تتولد من صراع الدول والشركات على السلب واحتكار الأسواق العالمية،ولا يدخل الإستعمار أرضاً إلا بُلي أهلها بالفقر والمرض والجهل،وأحاطت بهم الفتن من كل جانب،والذين يسيطرون على الشركات الاحتكارية أكثرهم من اليهود،كما هو الواقع بالفعل، وأما حمار الأعور الدجال فهم الإقطاعيون، حيث يتخذهم الاستعمار والشركات ـ والأحزاب ـ مطية لما يبتغونه من العدوان والسلب، وابتزاز الدماء والأموال.

إقرا أيضا: الحريري هو المنتصر الأكبر

ولله الحمد ما زلنا نرى بأن الوعي ينتشر ـ وربما يكون بطيئاً ـ لن ينتفعوا بهذه الدسائس، ومهما حاولوا من بث التفرقة والبغضاء والشقاق بين أبناء البلد الواحد ولو كان عن طريق بعض رجال الدين.