رأينا ببري رجل الدولة كما نادى من قبله الإمام العظيم موسى الصدر
 

عندما ترى فيلسوفاً من الفلاسفة وعبقرياً من العباقرة، أو عندما تنظر إلى عالمٍ من العلماء وكريماً ونبيلاً في ناسه ومجتمعه قد اختلف القوم والناس والآخرون في نظرتهم إليه وتقييم منصبه ومنزلته إختلافاً وانقساماً كبيراً وعظيماً، حتى ذهب بعضهم بحبهم وافتتانهم به، رفعوه إلى رتبة القائد الكبير، والبعض بالغ في بغضه وهدم منزلته ورفعته حتى ولو وصفوه بأنه شيطان، فاعلم بأن هذا الرجل عظيم وهو صاحب رفعة ومنزلة وشأنٌ كبير.
واعلم أيضاً أنه يوجد علماء وفقهاء وأدباء وشعراء وأثرياء ووجهاء ونبلاء وقضاة ومفتون وهم كثيرون بحيث لا تخلو منهم أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات، إلا أنَّ العظماء قليلون وهم فعلاً قليلون، وإن تماشيتُ معكم أكثر فإننا نرى هذه الصفة متمثلة في الرئيس نبيه بري، أنا لست موظفاً ولا من الذين يمسحون جوخاً لأجل الحصول على مكسب قد يكون عفناً على صاحبه، وإنما رأيناه عقلاً كبيراً ورئيساً يحمل في نفسه هم الدولة والوطن والمواطن ولا يجعل لعقلٍ من العقول مهما كبر أو عظم حال صاحبه سلطاناً عليه في أي رؤية أو فكرة أو مشروعاً لمذهبٍ أو لطائفيةٍ من أجل شدَّ عصب الطائفيين والمذهبيين لأجل تقوية الطائفة على الدولة والوطن، ولا لتقوية المزرعة على الدولة، بل رأيناه رجل الدولة كما نادى من قبله الإمام العظيم موسى الصدر.

إقرأ أيضًا: الأهداف الملتبسة لمؤتمرات الدعم بين صمت الحريري ومواقف الرئيسين عون وبري
رأيناه عظيماً عندما تقارب معه المختلفون واعترفوا بقصورهم السياسي وحاولوا الإلتحاق بسياسته الناضجة والناجحة، عندما أثبتت رؤيته وسياسته أنَّ الحل هو الدولة وليست مزارع الطوائف، التي استمدها من إمام الوطن ليستعيد الدور الذي بدأه واللاءات التي كتبها على مداخل أبواب الوطنية والعروبة، لا لبقاء محرومٍ في بيته وأرضه، ولا لدولة المزرعة والمزارع الجديدة، لا لجنوبٍ يبقى متاعاً ودولٍ ضاحكة مستبشرة.
لا نقول أن الرجل العظيم مصيبٌ في كل شيء، بل نقول أنَّ نهجه السياسي ما زال يسيطر على مرحلة كاملة في الحياة السياسية التي تجلَّت وتمظهرت في الأحداث المستجدة والإجتهادات الجديدة المتولدة في كل يومٍ تمر على لبنان والمنطقة العربية والإسلامية.