إن دعوتك دولة الرئيس هي دعوة صادقة وصارخة من أجل أن نترفع عن الخلافات والإنقسامات
 

مع الإعتذار للإمام موسى الصدر، هكذا كتب "عادل رضا" فكان اللقاء مع الإمام الصدر بعد مؤتمري قمة الرياض (16 ـ 18 أكتوبر 1976) وقمة القاهرة(25 ـ 26 أكتوبر 1976) وكان رأي الصدر من هذه القمة أنه وضع حداً للغياب العربي في الأزمة اللبنانية وكون الموقف العربي المطلوب، ويرى أنَّ الأساس في هذه الإتفاقية هو الإتفاق بين الدول العربية،ولا شك أن إستمرار غياب الإرادة العربية الموحدة عن ساحة لبنان كان أهم أسباب إستمرار الأزمة ومن المؤكد إن إتفاق القاهرة وقبله إتفاق الرياض كون التوقف مطلوب.. وأضاف: "وأتصور أن أول إنعاكس لهذا الإتفاق هو إنهاء الخلاف بين اللبنانيين أنفسهم ثم إنهاء الخلافات بين اللبنانيين والفلسطنيين،ولقد قلت أكثر من مرة وأكرر الآن أنه لو بقي الإتفاق السوري الفلسطيني قائماً دون أن تتمكن الأطراف المخربة من إستفزاز المقاومة أو سوريا لكانت الأزمة قد إنتهت منذ عدة شهور أي بعد صدور الوثيقة الدستورية بالذات.. إن عودة التضامن العربي سوف يجعل الأزمة اللبنانية التي استعصت على الحل لفترة غير قصيرة في طريقها إلى الزوال، كذلك فإن الأطراف العربية ستجد أن من العسير متابعة صراعها على الساحة اللبنانية".

إقرأ أيضًا: طراطير السياسة وزناة الليل!

في إعتقادي فإن شريعة نبيه بري وهو على دين موسى الصدر إنه شديد الحرص والتفاؤل لحل الأزمة التي تعصف في منطقتنا ومن خلال الوضع القائم في سوريا، هو حريص على التضامن العربي العربي ـ والعربي الإسلامي فدعا إلى الحوار القائم على أساس المصارحة الحقيقية بين السعودية وبين إيران من أجل وقف الصراع الذي ينعكس على الأوضاع في كثير من الدول العربية والإسلامية وفي خضمها الوضع السوري واللبناني، فإنطلاقاً من هذا الشعور العربي والإسلامي والإنساني ينطلق الرئيس نبيه بري من موقف الإمام الصدر عندما قال: "إنني متفائل دائماً، ويعود سبب ذلك إلى إيماني بالله، حيث أن الإيمان في قناعتي ليس صفة تجريدية للنفس، بل هو قناعة بأن الله خلق العالم والإنسان على أساس الحق والعدل، وأن حركة التاريخ تكون نتيجة تفاعل الإنسان مع العالم، وتجري دائماً نحو الكمال، وأن الإنتكاسات الإجتماعية والردات التي تعصف بالمجتمع البشري هي أشبه ما تكون بالأحداث الكونية، مثل الطوفان والزلازل، وأن كل هذه وذلك تجارب ودوافع للعودة إلى التكامل بصورة أسرع، إذ أن بين الإيمان والأمل والتفاؤل وبقاء الإرادة الخيرة رغم الظروف العصيبة ربطٌ وثيق...".
إن دعوتك دولة الرئيس هي دعوة صادقة وصارخة من أجل أن نترفع عن الخلافات والإنقسامات التي تعصف بأمتنا وبإسلامنا ونبقى في مواجهة المتربصين بوجه الأمة، هي دعوة إيمانية بالله وبالإنسان نحو الأفضل.