منذ أن استولت النظم الحاكمة في المنطقة العربية والإسلامية على السلطة السياسية فهي غير خارجة عن معنى الذي قصده الجواهري
 

 

قد يكون هذا العنوان مستفزاً للبعض، وتحديداً ما يجري في عالمنا العربي والإسلامي، ولكن المقصود من طراطير السياسة هي قصيدة للعلامة الجواهري، ومن أهم قصائده السياسية الناقدة، وكان لها الأثر السياسي الكبير والذي يفند فيها ويشرح محصصات السياسيين وإختلافاتهم على المصالح والمنافع التي تضرب كل قيمة إنسانية ودينية وأخلاقية من أجل السيطرة والوصول ولو كان الوصول على خازوق، وعندما تحدَّث الشاعر الكبير عن ظروف هذه القصيدة وكيفية ولادتها المنشودة لأول مرة في /26/آذار/1946/ قال: " كان الجو السياسي مملوءاً بالنفاق والتزلف والخنوع لأصحاب المراتب العليا، وكان الركض وراء المناصب كبيراً، وأما المعارضات فلم تكن بمستوى المسؤولية".

القصيدة هي طراطرا أو يا طراطرة السياسة: أي طرطرا تطرطري، تقدَّمي تأخري، تشيعي تسنني، تهودي تنصري، تكردي تعرَّبي، تهاتري بالعنصر، تعممي تبرنطي، تعقلي تسدري، كوني ـ إذا رُمتِ العُلى ـ من قُبُلٍ أو دُبُرٍ.

لعل هذا الشبه بالأمس يشبه إلى حدٍ كبيرٍ باليوم،فمنذ أن استولت النظم الحاكمة في المنطقة العربية والإسلامية على السلطة السياسية فهي غير خارجة عن معنى الذي قصده الجواهري ولا داعي للإطالة في هذه المواضيع لأنها وباختصار هي مرتكزة على عناوين غريبة وعجيبة قد لا يكون لها معنى في معاجم اللغة العربية والعالمية التي تنحصر أولاً بضرورة المواجهة والتصدي للعدو خارجياً أو داخلياً.

وثانياً بالنضال في سبيل إستعادة كل شبر وحجر من الأرض والكرامة.

وثالثاً يقضي بمباشرة مشروع تنموي يقضي على الفقر والبطالة والتخلف.

إقرأ أيضا : بالدم بالروح نفديك (يا أبو الجماجم) !

 

هذه العناوين والشعارات كأنها لا تعرف الهزيمة في عالمنا حتى وان أبيدت الأمة عن بكرة أبيها سواء بالفقر والعوز والفاقة والحاجة أو بالفناء عن وجه الأرض، وما زال الكثيرون يفكرون بعقلية المؤامرة وينسون بأن ما نراه هو شعوبٌ سُحقت حتى التخمة، وما زالت مكبلة بالقهر والذل، وعدوها الكثير من تلك الأنظمة السياسية التي تآمرت وتحالفت مع القوى المتغطرسة في منطقتنا.وأما عنوان "زناة الليل"كما يقولون هي قصيدة لشاعرٍ إقتبس عنوانها من قصيدة الجواهري لينتقد فيها السياسيين وخصوصاً الإسلاميين ليترصد دقائق تحركاتهم في الليالي الحمراء في كثير من بلاد الغرب الكافر.

ما بين هاتين القصيدتين والعناوين شبهٌ كبيرٌ بين أمسهم وبين يومنا، وفي التاريخ عبرة وحكمة لمن أراد أن يلمسها ويعتبر.

فهل من معتبر ؟