نعم جنينا كثرة المساجد والمعابد والكنائس والحسينيات التي لا تحسن إلا الدعاء على بعضنا البعض وشعبنا يعاني الذل على باب المستشفيات
 

مضت السنون على انتهاء الحرب في لبنان التي دمرت كل شيء من نفوسٍ وقلوبٍ وبشرٍ وحجرٍ وشجر، هنا نستعيد ما اتفق عليه أمراء الحروب وزعماء الأحزاب وشيوخ الطوائف  على ما سموه إتفاق الطائف، لقد جنى هؤلاء مليارات الدولارات من الدين العام  والسرقات المفتوحة على كل الجهات الأربعة لهذا البلد، وعلى كل الجبهات السعيرة المسعورة التي يستحضر هؤلاء الدِّين والطائفة تحت حجة الطائفة المهدورة والطائفة الضعيفة المستبعدة، وتحت حجة الحزب المسالم والحزب المقاتل.
 وما زالت البلاد والعباد من دون كهرباء حتى دخل هذا البلد المقاوم والشريف في أكبر مجموعة غينس من دون كهرباء، وما زال يعاني شعب هذا البلد من أزمة مياه، وبحاره وأنهاره ملوَّثة تلويثاً طاهراً ومطهراً لكل عبدٍ يصلي صلاة الشفع والوتر، ناهيك عن الباعة المتجولين على امتداد ومساحة هذا البلد، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الفقراء والمتسولين، عداك عن وجود المشردين من مدنهم وقراهم الطاهرة.

إقرأ أيضا : بانوراما لبنان الجديد : أزمة النفايات تعود من جديد ومعارك عفرين مستمرة
نعم جنينا كثرة المساجد والمعابد والكنائس والحسينيات التي لا تحسن إلا الدعاء على بعضنا البعض، وشعبنا يعاني الذل على باب المستشفيات لأنه ليس محسوباً على رب الطائفة ويعاني الذل على باب المدارس الإلهية والإسلامية وحتى إن كانت حكومية فإله الدين والطائفة  والأعوان من القوافل الملتحية التي تسيطر عليها من كل حدبٍ وصوب، إلا إن أديت له طاعة الصباح والمساء وأنت مطأطأ الرأس خشية أن يقطعه سيف السلطان.
لقد جنينا جماعات وجمعيات مختصة على فرز الإنتخابات النيابية والبلدية والإختيارية وعروش أخرى جاهزة حسب العرض والطلب، نعم لقد جنينا مسيرات زاحفة وحافية ولاطمة بالأكف على الرؤوس الصدور خوفاً على الدين والطائفة في كل مناطق هذا البلد وعلى كافة المستويات والجماهير الصافقة والمصفقة تنتظر على الأبواب والشبابيك والبطاقات واللافتات والباصات مجهزة سلفاً، نعم جنينا شركات ومؤسسات دينية وسياسية تستورد كل شيء بالكيلو على ظهر الشعب المصفق، حتى باتت اللحوم والسلع أشرف وأغلى من هذا الشعب الشريف، لقد جنينا تجار دين وبشر وحجر ومرابون لشراء كل فاسد ومفسد على حساب هذا الشعب العظيم.. وماذا بعد ؟! 

إقرأ أيضا : الثقافة الكربلائية المغيبة إنتخابيًا
جنينا عظماء من رجال السياسة والدين ومن ناشطين وأحزاب إسلامية ووطنية لا يرقى إلى مستواها أحد في بلاد العالم، حتى بات كل شارع من هذا البلد يحمل إسماً من هذه الأسماء العملاقة العظيمة وما زال شعبهم يُذل في كل يوم، كل ما جنيناه هو الحوار والجدال في كل مؤسساتنا لبناء العمارات والأحجار وهدمنا كل النفوس حتى باتت هذه الشعوب تحت خط الفقر في البناء والعيش وباتت المقابر مفتوحة على كل الإتجاهات ... والله ولي التوفيق.