إيران المتمثلة بالنظام الحالي لن تبقى , إلا إذا بادرت بتنفيذ حلولٍ جذرّية وسريعة , لكل السياسات الملتوية التي خلقتها منذ تأسيسها
 

إن ما يحصل في إيران ليس جديدا , بل هو كائن ويحصل , ولكنه لم يكن بهذا الحجم الواسع الممتد على كافة الأراضي الإيرانية , وفي المدن والأرياف , إلا أن الأزمة اليوم إشتدّت لأن الكيل طفح , وإزدادت الازمة تجذرا لأن النظام لم ينتبه لحجم الضغط الذي مارسه في الداخل على شعبه  من خلال القيود الفكرية والدينية , والأهم هي القيود  الامنية  التي فرضها والتي تشبه حالة الطوارئ , تحت ذريعة الحفاظ على الدولة ومحاربة العدو ( والعدو عند هذه الانظمة عادة  هو عبارة عن وهم المؤامرة الدائم ) وبهذا الوهم تحارب الانظمة شعوبها , وتقمع الحريات , وتفسد الحرث والنسل , وبنفس الوقت تصرف هذه الانظمة أموال شعوبها لتأسيس أذرع لها في الدول لكي تبتزها ساعة تشاء , وتدعي أنها تجاهد من أجل حريات الشعوب في دول أخرى .

إقرأ أيضا : رواية أخرى عن إحتجاجات إيران ... مرشح خامنئي للرئاسة الراسب هو المسؤول
إنتشر الفقر في بلد النفط , وبلد الصناعة , بسبب سياسات النظام الذي يقوده مجموعة من المتعصبين قوميا , بلباس ديني مذهبي , ليس الشعب الايراني فقط هو الذي ضاق ذرعا بمذهبية الجمهورية الشيعية , بل حتى أصدقاء الجمهورية قد عافوها لأن مذهبيتها ممجوجة , انظر إلى آلية تعامل ايران مع الوحدة الفلسطينية التي تشظت بسبب العقلية المذهبية التي حاولت فرضها على الشعب الفلسطيني مما أدى إلى ضياع فلسطين وضياع القدس التي إستعملتها إيران الاسلامية كشمّاعة لتمرير مشاريعها التقسيمية في العالم العربي .
هذه الجمهورية الاسلامية التي تحالفت مع كل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة ضد شعوبها , ودعمت كل الحركات الارهابية في العالم , لم تسلم ولن تسلم من شظايا الاستبداد الذي دعمته وشرّعته تحت مسميات دينية ومذهبية .
إيران المتمثلة بالنظام الحالي لن تبقى , إلا إذا بادرت بتنفيذ حلولٍ جذرّية وسريعة , لكل السياسات الملتوية التي خلقتها منذ تأسيسها , وعلى رأس هذه السياسات إلغاء فكرة تصدير الثورة إلى الخارج , وإيقاف الدعم للحركات الأصولية التي تقارع دولها وتفتت مجتمعاتها في لبنان وفي العراق وفي اليمن وفي فلسطين وفي سوريا وفي باقي الدول التي زرعت فيها ميليشيات مذهبية وتستعملها لإبتزاز دولها والسيطرة عليها .

إقرأ أيضا : خصوم روحاني يشعلون نار الفتنة
20 بالمئة من شعب جمهورية الإسلام تحت خط الفقر , و40 بالمئة يحتاجون إلى مساعدات , كيف لهذه الجمهورية أن تستمر بهذه الحالة الاجتماعية والاقتصادية , فضلا عن الفساد السياسي والديني .
لن تستمر ولن ينفعها قمع الفقراء , بل سيزيد الطين بِلة , ولها في الأنظمة التي قمعت شعبها مثالا , وهي التي ينبغي أن تعرف أن الدول المتحضرّة والدول التي تحترم شعبها لا تحارب الفقراء , بل تحارب الفقر الذي ساواه الإمام علي عليه السلام بالكفر .