الوهم يجعلك ترى الاشياء مختلفة , وثمة فرق كبير بين واهمٍ واثق بما يرى عن صدق , وبين آخر يحاول أن يكون واثقا مع أنه يعرف أنه يتكلم بخلاف ما يرى , يشك ولو قليلا , فيتمسك بإحتمال مخالفة الواقع فيُعطي نفسه هامشا للتصحيح , أو هامشا للمستمع .

بكل ثقة موهومة , أو مصطنعة يطل عليك الامين العام لحزب الله ليحدثك عن فلسطين , وعن إنتصارات كبرى , هُزمت فيها أميركا وإسرائيل والعالم المخالف لمحوره , ويصرّ على التمسك بشمّاعة فلسطين , وشمّاعة المقاومة , التي تقاوم وتمانع الحريات وحقوق الشعب السوري , وتقف بكل صلافة إلى جانب المجرمين .

ويفاجئك بحنان وبرٍّ عندما يعايد الامهات المجاهدات اللواتي أنجبن له وقودا لحروبه العبثية , ولا ندري إن كان يقصد أيضا إيصال المعايدة لأمهات المظلومين في السجون السورية وفي سجونه المخفية , وإلى نفس الامهات المسجونات في أقبية المخابرات السورية , اللواتي يعتدى عليهن بكل أنواع الاعتداءات ومن المؤكد أنه يسمع أصواتهن وأنينهن , وإذا لم يكن يسمع فمن المؤكد أن أزلامه يروون له عن إنتصارات الاعتقالات للاطفال الارهابيين .

منذ أن قررتَ ان تكون إلى جانب الظالم , لفظتك فلسطين ويشهد على ذلك مخيم اليرموك الذي مات الناس فيه جوعا , ولفظك الشارع العربي كريها , وأيقن أن شمّاعة فلسطين قد ذابت بعد أن ذبلت في أزقة سوريا .

عندما حوصر " أسامة بن لادن " خرج إلى المسلمين يتحدث عن ضرورة تحرير فلسطين والقدس والجهاد المقدس , ودعمه بالحديث عن المظلومة فلسطين " أيمن الظواهري " , وننتظر قريبا أن يتحدث " البغدادي " عن فلسطين بعد تضييق الخناق عليه .

أما في الملف اللبناني فما زالت الشماعات تتوالى فصولا , واهمها شماعة ميشال عون , فأكد السيد انه على وعده بإيصال عون إلى الرئاسة بحجة أنه لا يُشترى بالمال , فكيف إشتريته انت ؟

لعلك إشتريته بالايمان أو بالصدقات , أو لعل الذي يُدفع له هو من مال الخمس والزكاة , لانه مجاهد ومستحق ؟ .

اذا أردنا أن نحملك على محمل حسن , فلا بد من أن نتهمك بالوهم , هكذا نخفف عنك , لأن الواهم قد يُعذر , ومن المحتمل أن تكون غير مطلّع على كثير من الوقائع , لأن الذي الذي يوصل إليك التقارير لا يكتب كل شيء .

يا سماحة السيد , بكل صراحة وإخلاص وصدق , أنت تعيش في عالم آخر , كأنك في فضاء لا تماس له مع الارض , لقد غشّك الوهم , والمتوهمون حولك , كن واقعيا شجاعا , لأنك أظهرت شجاعة في بعض الملفات , فأنت قادر أن تكون جريئا , وتنزل إلى الواقع لترى الحقيقة مباشرة , ولا تراهن على المنتفعين من حولك , لأنهم سوف يبحثون عن غيرك في لحظة التغيير القادمة .