تستعد إيران لأي سيناريو حرب مقبلة مع إسرائيل على الأراضي السورية
 

بعد عودة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من زيارة تل أبيب الأولى منذ توليه منصبه في عام 2012 زار رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري دمشق بدعوة من نظيره السوري الجنرال علي أيوب. 
يبدو أن اللواء باقري هو أرفع مسؤول عسكري إيراني زار سوريا منذ بدء الأحداث في العام 2011، فبالرغم من أن القوات العسكرية الإيرانية شاركت في المعارك وجلبت معها قوات عراقية وباكستانية وأفغانية إلى الأراضي السورية للدفاع عن النظام وأشرف العديد من قادة الحرس الثوري الإيراني على مسار المواجهات العسكرية هناك إلا أن الأوضاع المتوترة لم تسنح بفرصة الزيارة بهذا المستوى وخلال الشهور الماضية التي إنحسرت فيها دولة الدواعش في سوريا بعد زوالها في العراق، يفكر الإيرانيون بكيفية إستمرار العمل مع النظام السوري في المرحلة المقبلة. 

إقرأ أيضًا: الداعشية في إيران ... إقصاء مواطن زرادشتي من المجلس البلدي
وتستعد إيران منذ الآن لإعادة البناء وتجديد البنى التحتية لسوريا نظرا لخبرتها في إعادة بناء البنى التحتية التي دمرت خلال الحرب العراقية الإيرانية. 
وبموازاة ذلك، تحاول إيران أن تجد تبريرات لبقاء قواتها في سوريا وتأسيس مواقع عسكرية لها ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمح إلى هذا الموضوع خلال مؤتمر صحفي قبل أسابيع بالقول أن الإيرانيين هم يقررون هل يعيدوا قواتهم من الأراضي السورية أو يبقونها هناك. 
وإحدى التبريرات التي تجعل من المعقول والمتوقع بقاء القوات الإيرانية في الأراضي السورية هي الغارات والإعتداءات المتكررة التي يقوم بها الكيان الصهيوني وآخرها قصف منصة للصواريخ قرب العاصمة من قبل المقاتلات الإسرائيلية يوم الأمس الأول. 
وحذر اللواء باقري الكيان الصهيوني من تكرار إعتداءاته قائلًا إن "عدوان الكيان الصهيوني على سوريا أمر مرفوض" مضيفًا بأنه "ليس مقبولا أن يعتدي الكيان الصهيوني جوا وبرا في أي وقت يريد على أراضي سوريا وأجواءها".

إقرأ أيضًا: أميركا تنكث بعهدها مع إيران كما نكثت مع كوريا الشمالية
فالكيان الصهيوني بدوره يستعد للمرحلة المقبلة التي تكثف فيها إيران تواجدها قرب حدود هذا الكيان مما يعطي لها اليد العليا في أي مواجهة عسكرية. 
وليس خفيًا أن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل التي من المتوقع حصولها عاجلًا أم آجلًا ستعطي مكسبًا كبيرًا لإيران وتوسع من رقعة نفوذها وتبرر إستمرار بقاءها في سوريا. 
وعودًا إلى بدء، يبدو أن زيارة وزير الدفاع الروسي لتل أبيب خلافًا لتعليق بعض الصحف العربية لم تكن تهدف إلى تطمين إسرائيل بشأن إيران بل كانت تحمل رسالة إنذار إيراني موجهة إلى الصهاينة بأن مرحلة شن الغارات على سوريا مستغلة أوضاع الحرب الدائرة هناك قد ولت وعلى الكيان الصهيوني أن يعرف بأن إعتداءاته لن تبقى دون رد. 
وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يعرف اللغة الروسية ويستغني عن المترجم لفهم تلك الرسالة!