الموقف الاوروبي من الاتفاق النووي لم يعد في صالح إيران
 

قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير الثلاثاء الماضي ان أوروبا التي تواجه ضغوطا هائلة من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتجارة مع إيران، لن تخضع لتحذيرات طهران.  واضاف لومير أن التهديدات الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى العالمية لا تفيد فيما يتعلق بهذا الأمر. 


جاءت تصريحات وزير المالية الفرنسي تلك كرد على إعلان إيران يوم الاثنين الماضي  أنها رفعت مستوى إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب إلى أربعة اضعافه. 

 

وقد قررت إيران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع الدول الخمس زائدا واحدا وأعلن الرئيس روحاني في 8 من الشهر الجاري خلال رسائل لزعماء الدول الخمس ( فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسبا والصين) ان إيران ستخفض مزيدا من التزاماتها ضمن الاتفاق النووي وسترفع مستوى تخصيبها لليورانيوم بعد 60 يوما. 

اقرا ايضا : ايران ليست كوريا الشمالية

 

 

واوقفت إيران بيع الفائض لديها من اليورانيوم المخصب. 
تلك المبادرات هي ما يعبر عنه الوزير الفرنسي بالتحذيرات الإيرانية مؤكدا على أن أوروبا ترفضها ولن تخضع لها وعلى رأس تلك التحذيرات، هي المهلة 60 يوما التي اعطتها إيران للدول الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي لإنقاذه من الانهيار عبر تنفيذ القناة الخاصة للتبادل التجاري والمالي مع طهران المعروف ب" اينستكس" التي اقرتها الثلاثية الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا شباط الماضي ولكنها بقيت حبرا على الورق وعجزت اوروبا عن تنفيذها حتى اللحظة.

ان أوروبا عجزت عن تشغيل ايسنكس للتبادل التجاري مع إيران حتى فيما يتعلق بالأدوية والغذاء اللتان تدعي الولايات المتحدة ان عقوباتها ضد إيران لا تشملهما. وكانت حجة إيران دامغة للفرنسيين الذين يحيلون فشلهم في تشغيل ايستكس إلى ضغوط الولايات المتحدة. ومن سخرية القدر أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وإيران على الأقل فيما يتعلق بالغذاء ارتفع بعد تنفيذ العقوبات الأمريكية ضد إيران مما يعني بأنه ليس هناك محظور أمريكي في مجال بيع الأدوية والغذاء. 


نعم ان الثلاثية الأوربية صممن اينستكس كآلية للتبادل المالي مع إيران في جميع المجالات لتدوير العقوبات الأمريكية ووعدن بأن تلك الآلية  ستكون مفتوحة للتبادل المالي بين إيران وجميع شركاءها التجارية وليس حكرا على اوروبا، ولكن تتوقع إيران وبحق أن تبدء أوروبا بقطرة إن يصعب عليها البدء بالغيث.

 

تصريحات الوزير الفرنسي تعبر عن خيبة أمل الثلاثية الأوروبية من تطبيق اينستكس وعجزهن من الصمود أمام الضغوط الأمريكية. فان الولايات المتحدة خيرت جميع دول العالم والشركات والكيانات بين اثنين: اما تعاملوا مع إيران وإما معنا والجمع مستحيل!


ان تصريحات الوزير لومير من ابوظبي هي بمثابة إطلاق صاروخ على آلية اينستكس التي صممتها الثلاثية الأوربية كعمل يدوي مثل ما يقوم به الاطفال في المدارس الابتدائية.