أثبت القراران التركي والقطري أنهما لا يملكان القرار في سياستهما الخارجية وينسقان مع الولايات المتحدة في تفاصيل علاقاتهما الخارجية.
 

قال عدنان موسوي بور رئيس غرفة التجارة الإيرانية القطرية أن قطر قلصت التبادل التجاري مع إيران بشدة بناء على طلب وزارة الخزانة الأمريكية، وأضاف إننا قد سمعنا شائعات حول تنفيذ العقوبات الأمريكية من قبل قطر واتصلنا بغرفة التجارة القطرية وسألناهم وهم نفوا تلك الشائعات ولكننا فوجئنا قبل ساعات عند ما أعلنوا بأنهم يتصرفون معنا وفق قرار وزارة الخزانة الأمريكية وسوف يقتصر صادراتهم إلى إيران على الأدوية والغذاء. 

كما انتقد قرار غرفة التجارة القطرية قائلا إنهم أعلنوا أنهم سوف يصدرون الغذاء إلى إيران في حين أننا كنا مصدرًا أساسيًا لتأمين السلع الغذائية والزراعية لهم.

علمًا، أن إيران تحولت إلى الممر الوحيد لقطر بعد الحصار الذي فرضته عليها جيرانها الثلاث السعودية والبحرين والإمارات. واعترف المسؤولون القطريون أكثر من مرة أن إيران ساندتهم بعد تعرض بلادهم للحصار العربي الشامل، حتى الشحنات الغذائية التركية دخلت الأراضي الإيرانية برًا ثم بحرًا من ميناء بوشهر جنوب إيران. 

إقرأ أيضًا: هل اعتذرت أوروبا من تطبيق اينستكس

وهذا الممر الإيراني البري والبحري وحتى الممر الجوي هو الوحيد الذي بقي لقطر.

وعندما تقول السلطات القطرية أنهم سيصدرون الأدوية والغذاء إلى إيران، لا يعني إلا أنهم سيستوردون تلك السلع عبر الممر الإيراني ثم يصدرونها إلى إيران! 

هذا وأن إيران تستغني عن قطر في كل شيء، فإن الأدوية والغذاء التي يمكن استيرادها من قطر فإن من الممكن حتما استيرادها من أوروبا وحتى الولايات المتحدة بشكل مباشر علمًا أن أمريكا تواصل تصدير سلعها الزراعية والغذائية إلى إيران بعد دخول عقوباتها ضد إيران حيز التنفيذ. 

يكفي لإيران أن تغلق ممراتها الملاحية البحرية والجوية في وجه جارتها الجنوبية الخائنة حتى تعرف هي المسافة الحقيقية بينها وبين حليفتها العثمانية تركيا.

إقرأ أيضًا: ايران ليست كوريا الشمالية

نعود إلى الخليفة العثماني الجديد اردوغان الذي طمأن الإيرانيين بأنه لن يخضع لطلب الأمريكيين ولن يلتزم بالعقوبات ضد إيران ولكن السلطات التركية أعلنت يوم أمس بأنها اغلقت موانئها أمام نفط إيران في امتثال كامل للعقوبات الأمريكية. 

ويقال أن البواخر النفطية الإيرانية ترسو ميناء طرطوس السورية بعد إغلاق الموانئ التركية أمامها، أثبت القراران التركي والقطري أنهما لا يملكان القرار في سياستهما الخارجية وينسقان مع الولايات المتحدة في تفاصيل علاقاتهما الخارجية.

إذًا، ان عودة قطر إلى أحضان محيطها العربي لن تضر إيران شيئًا ولكنها تقطع العلاقة بينها وبين تركيا، وهكذا المحور الإيراني التركي القطري الذي تشكل منذ الحصار العربي لقطر بدء بالتفكك حيث أن إيران لن تهمل تصرف جارتيها ولن تقف في موقف المتفرج، والسبب أن تركيا بأمس الحاجة إلى إيران في علافاتها مع سوريا كما أن قطر بحاجة إلى الممرات الإيرانية.