ينبغي للرئيس ترامب أن لا يراهن على اسلوب التهديد الذي اثمر مع كوريا الشمالية ولن يثمر مع إيران.
 
استعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغة التهديد التي استخدمها قبل عامين لجر زعيم كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات. وكرر ترامب نفس الكلمات التي استخدمها للزعيم الكوري خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أيلول 2017 في تغريدته على تويتر قائلا: اذا أرادت إيران القتال فستكون النهاية الرسمية لها.. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى أبدا.
 
 
وهناك جملة من الفروق بين إيران وكوريا الشمالية أولها هو ما نص عليه ترامب في خطابه بأن كوريا الشمالية "لديها أكثر الأسلحة قدرة على التدمير في العالم" في حين أن إيران ليس لديها تلك الأسلحة المدمرة المحظورة والمدانة دوليا بل انها وضعت جميع منشآتها ومفاعلها تحت رقابة وتفتيش المنظمة الدولية للطاقة تطمينا للمجتمع الدولي من أنها لن تتجه إلى صنع الأسلحة النووية. 
 
وهنا يكمن السر في أن عقوبات ترامب الأحادية ضد إيران لم تلق ترحيبا دوليا يذكر إلا من قبل إسرائيل والسعودية والبحرين، وحتى تلك الدول التي تلتزم بتنفيذ العقوبات الأمريكية ضد إيران وتعرف وتعترف بتعسفية تلك العقوبات  في حين أن جميع بلدان العالم تلتزم بالعقوبات الأممية ضد كوريا الشمالية.
 
 
 
 ومن المعقول أن تتخوف الأخيرة من تهديدات الرئيس ترامب، لأنها تعيش أقسى العقوبات الدولية ولا أحد يجرؤ على الدفاع عن موقفها ولا التبادل التجاري معها حيث أنها تحولت إلى أزمة وتهديد للأمن العالمي.
 
 وأما إيران فإنها على عكس كوريا الشمالية خضعت للتفتيش والرقابة بكل شفافية. 
اما الغرق الثاني بين إيران وكوريا الشمالية يكمن في البنية التحتية لكل منهما اقتصاديا وصناعيا وتقنيا والجيو استراتيجيا. 
 
ان إيران تملك اقتصادا قويا وصناعات منوعة تجعلها مكتفية بذاتها في اغلب القطاعات في حين أن كوريا الشمالية لا تملك إلا صناعة الأسلحة النووية. 
 
والفرق الثالث يكمن في أن كوريا الشمالية معزولة بحكم الجغرافيا وليس لديها علاقة جوار طيبة مع عدد كبير من الجيران، حيث إنها لديها حدود مشتركة برية مع كوريا الجنوبية التي هي اكبر عدو لها على الاطلاق والصين التي لا تتجاوز الخطوط الحمراء في علاقاتها معها تلتزم بتطبيق العقوبات الدولية ضدها. 
 
اما إيران لديها حدود مشتركة مع 15 دولة تسهل لها تدوير العقوبات الأمريكية. 
 
ينبغي للرئيس ترامب أن لا يراهن على اسلوب التهديد الذي اثمر مع كوريا الشمالية ولن يثمر مع إيران، فانها هي هي وليست كوريا الشمالية.