لقد بُح صوت المعترض على سياسات سورية ولم يعد يسمع بعد
 

يحاول فريق سورية في لبنان تثبيت انتصاراته العسكرية بتثبيت اتصالاته السياسية مع النظام السوري غير آبه بشريك غير كامل الصلاحية ولا حول له ولا قوّة بعد أن انهزم داخلياً بفعل السيطرة لطرف متجاوز حدود الدولة ودور السلطة طالما أنه يمسك بأوراق القوّة وحيداً دون منازع له أو معترض ثابت على اعتراضه ولا يبادله بحصّة سياسية أو بتفاهم يلغي من حجم وكم الشعارات المرفوعة ضدّ سلاح بات ضرورة وطنية في نظر أكثر اللبنانيين المنتظمين في محور المقاومة والممانعة.
من زيارة وزراء في حكومة الحريري الى اتفاقيات قررها وزراء مختصون بين البلدين الى لقاء وزيري الدولتين باسيل – المعلم دون الرجوع أو السؤال عن مشروعية اللقاء من قبل رئيس حكومة منحه الدستور واعطاه صلاحيات يستطيع من خلالها وضع الحدّ على زعرورة الحدود بين لبنان وسورية ولكن قدر المنهزم أو الخاسر سياسياً الاستماع دون الاعتراض الاّ بالقدر الذي يثير فيه غباراً لحجب الرؤية عن أعين المعترضين فقط دون غيرهم وهذا ما دع البعض الى استنكار زيارات مسؤولة لوزراء في حكومة منقسمة في مواضيع خلافية ومن بينها موضوع العلاقة مع النظام السوري.

إقرأ أيضًا: ريفي ... حزب الله ربح الحرب ولكن !
تبيّن للقاصي والداني أن قرار لبنان في جعبة طائفة المقاومة ولا يملك أحد من طائفة السيادة حق الفيتو وخاصة أولئك المحاصصين للسلطة مع فريق سورية ممن ارتضوا أن يكونوا مستمعين جيدين وشاهدين أحياء على عودة العلاقة مع النظام السوري ومن بوابة الدولة.
نجح الفريق السوري في استغلال حالة الوهن والارباك لدى الفريق اللاسوري وفرض طبيعة علاقاته القائمة في المنطقة بعد أن مالت ظروف الحربين العراقية والسورية لصالح النظامين على حساب مصالح دول معادية لهما كونهما تابعين لإيران المُتصدية لمشروع مواجهة قوّة ونفوذ الجمهورية الاسلامية في منطقة لا يتحكم بها الا الأقوياء، وهذا ما دفع الى عودة خجولة للحساسيّات القائمة بين المتفاهمين على السلطة والمتخاصمين على العلاقات العربية والاقليمية وأبرز مادة سجالية بين الفريقين السعودي والسوري ومن المتوقع استمرار سخونتها احتساباً منهم للوقت المقتطع من مهلة التحضير للانتخابات النيابية والتي تشترط استغلال المواد الخلافية بدقة متناهية لإرضاء الجمهور الطائفي الذي يحبس في داخله كمية هائلة من الإنفجارات وخاصة لدى طائفتين لدودتين واحدة منتصرة و أخرى منهزمة.

إقرأ أيضًا: شهداء الجيش وحدهم الشهداء
لقد بُح صوت المعترض على سياسات سورية ولم يعد يسمع بعد لذا هو غير مجد وبات مجرد طنين مزعج لا فائدة منه طالما أنه غير نافع ولا مؤثر ولا ثابت وهو متحول تبعاً لمنظومة مصالح خاصة ومُضرة بالعامة من المتضررين من سياسات التصالح على حساب مصالح وطنية متصلة ومتعلقة بالسيادة المخرومة من قبل قوى التصالح والمسامحة والتي تصادر السلطة وتجعلها بإمرة الطائفة لتعزيز واقع قوى الأمر وهذا ما يُبقي لبنان ساحة غير محسومة الإستقرار وضائع في مهب الرياح العربية والاقليمية الناشطة ما بين الدولتين المعنيتين في لبنان وغيره وبات التأمّل الايجابي في عودة ممكنة لعلاقة ودية بين إيران والسعودية نظرة كفيفة بعد أن بلغ الخلاف بينهما زُبى التاريخ الاسلامي وبات من المستحيل فرض نوع من التعايش بين مذهبين غير وسطيين ويسعيين الى كسر أحدهما للآخر.