حبذا لو نتخلى قليلاّ عن ذبح الخراف فنحاصر ظاهرة السكين التي تحز الرقاب ونغلق بذلك مشاهد داعش في الذبح
 

لا شيء في عيد الأضحى غير الذبح ودماء الخراف تسيل من منى ومن كل قطر عربي و إسلامي وكأن السكين بيد الله لا بيد العبد الذي آمن بشعيرة الحج والتي تتطلب التضحية بذبح عظيم عملاً بما رأى النبيّ إبراهيم في رؤيته لتحرير رقبة إسماعيل من سكين الاختبار الالهي .

إقرأ أيضا : قال لي أنت شيعي سلفي ؟!
في أيّام الحج تُذبح الخراف بصورة منقطعة النظير وبطريقة أشبه ما تكون بمجزرة ضخمة بحق الخراف بحيث ترتكب كل عائلة عربية و اسلامية جريمة لا يعاقب عليها القانون ولا يحاسب عليها الوجدان طالما أنها شريعة و سُنّة قائمة ونافذة وهي ضرورة من ضرورات الدين الحنيف ووسيلة للكلأ والكسب والارتزاق وقد تكون مُبررة باعتبار أن البشرية داولت فيما بينها عملية الذبح للحيوانات بغية توفير طعامها وحاجتها الملحة للحوم .
هذه الشعيرة وهذا المنسك المعتمد على الذبح لم يبق متعلقاً بالخراف والنعاج بل استفادت منه الحركات الاسلامية فقامت بذبح الناس كسُنة مُطابقة لسُنة التضحية الإبراهيمية وهذا ما كرّس عنفاً دينياً ضدّ الحيوانين الناطق والصامت على حد سواء وهذا ما جعل من الأمّة أمّة متقنة لفنّ الذبح وما تاريخها إلاّ دلالة واضحة على دعوتنا بأنّ الأمّة الاسلامية أمّة إذبح وقد كشفت الحروب القائمة في العراق وسوريا واليمن وليبيا دعوّة ما ندّعي بأن المسلمين جاهزين دوماً لارتكاب أبشع الجرائم بسكين الفقيه المُشرع لجواز ذبح الانسان لأخيه الانسان .

إقرأ أيضا : لماذا خلقنا الله ؟
لهذا نرى اليوم حجم المُصيبة القائمة داخل التاريخ من خلال القتل المنظم والطوعي باسم الدين الذي اجترح وسيلة الذبح لإرهاب الناس باعتباره أداة خير شرّعها الله ليأنس بعذاب واقع للمنافين لأفهام المؤمنين بالجهاد ضدّ الكافرين . لقد عرض داعش كتنظيم وكدولة خلافة قوته في القتل وبواسطة الذبح لإرهاب الله قبل الناس فقدموا بذلك ما يسيء للإسلام و للأديان .
يبدو أن اعتياد المسلمين على الذبح من قبل الضرورة التي آمنوا بها في شعائرهم الدينية قد دفعت الى التعلق أكثر بهذه الوسيلة الحادة والقاتلة لخلق خوف حقيقي من قبل الآخر المختلف معه وقد نجحت تيارات الاسلام السياسي من تعميق هوّة الخوف والرعب من الانسان المسلم المُدجج بسلاح الايمان الثوري .

إقرأ أيضا : اختلاف علماء الدين رحمة أم نقمة ؟
يبدو أن التجربة الدينية هي أيضاً مساحة مملوءة بالاجرام وهي كرّست جهاديين ذبّاحين من ماركة الخليفة البغدادي وما شاكله من ملتحين يبحثون عن خراف بشرية لممارسة هوايتهم في فنّ القتل لتلبية نداءات متعددة من قبل الشعائر و أصحابها ممن يبيعون الحياة لصالح الموت و بأسوأ الوسائل والطرق .
حبذا لو نتخلى قليلاّ عن ذبح الخراف فنحاصر ظاهرة السكين التي تحز الرقاب ونغلق بذلك مشاهد داعش في الذبح لأن ما اعتادوا على رؤيته في الأضاحي أصبح طريقة تفكير اسلامي مُهدد للسلامة العامة ومسيء للانسان الذي خلع عنه كل ما يرمز الى أنه حيوان أليف .