والله، لقد بُحّت أصواتُنا ،وقُطعت أنفاسُنا، وخاطرنا بكلّ عظيم ونحن نطالب بنزع سلاح حزب الله، ووضع حدّ للمهزلة السيادية التي طالما تضمّنتها البيانات الوزارية: شعب وجيش ومقاومة، وربما وُضعت المقاومة في أول المعزوفة، ولم نُفلح حيثُ أفلح المراؤون، ولم نحصد سوى الخيبة تلو أختها، وشقينا بعقولنا حيث تنعّم "اخو الجهالة" بعقله، ومن كان طاغياً زاد في طغيانه، ومن كان فاسداً أمعن في فساده، ومن كانت ثروته لا تزيد عن مبلغٍ زهيد لا يتعدّى المليون دولار، أصبحت اليوم بالملايين، وربما أربت على المليار.

إقرأ أيضًا: زيد بن علي في مجلس هشام... وسامي الجميّل في مجلس عون
وبعد..من أجل من سنواصل حملتنا بضرورة سحب سلاح حزب الله وحلّ الميليشيات والاطمئنان إلى حضن الدولة، المفترض أن ترعى الضعيف والفقير قبل السمين والغني ،ومن لا حول له قبل كلّ جبّارٍ عنيد، لا والله، ينبغي أن نعود إلى رُشدنا، أفمن من أجل جبران باسيل ووزيره أبو خليل، أم من أجل مملكة الرئيس عون والعائلة الكريمة! أم كُرمى لعيون ميقاتي وجريصاتي والصفدي ونادر الحريري وعلي حسن خليل، والسنيورة والمشنوق وعدنان القصار، ورياض سلامة ومصارفه، والرئيس بري وأنجاله وأبنائه وحاشيته، وزعيتر والعريضي ووليد جنبلاط ونجله وحاشيته، أم كُرمى لحيتان المال والعقارات في الإدارة والمؤسسات العامة والمصارف والبلديات  وآل فتوش ومؤسسات التهريب شبه الرسمية، لا والله، فقد بات لسانُ حالنا، مع مزيدٍ من الحسرة والغصّة: ليبق هذا السلاح، ورغم علّاته ، وسوء تصرُّف بعض من يقبض على زناده، جاثماً على قلب هذه الطبقة الغاشمة الظالمة وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا، فرُبّ ضارّةٍ نافعة، ولطالما صبرنا على المصائب، والصّبرُ حيلة من لا حيلة له، ولن نكون بعد اليوم (وبعد طول عناءٍ وتفكُّر) كالحادي وليس له بعير، أو كما قال الحُطيئة: 
لكالماشي وليس له حذاءُ.
وسنتّعظ بقول الشاعر:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابضٍ 
على الماء خانتهُ فروجُ الأصابع .