أولاً : زيد بن علي في مجلس هشام بن عبد الملك

دخل زيد بن علي بن الحسين على الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، فلم يجد موضعاً يقعدُ فيه، فعلم  أنّ ذلك فُعل به عن عمد، فقال: " يا أمير المؤمنين، إتق الله" قال: " أو مثلك يا زيد يأمر مثلي بتقوى الله؟" قال زيد: "إنّه لا يكبُر أحدٌ فوق تقوى الله، ولا يصغر دون تقوى الله". قال له هشام: " بلغني أنّك تُحدّث نفسك بالخلافة، ولا تصلُح لها؛ إنّك ابن أمة." قال زيد: " أمّا قولك إنّي أحدّث نفسي بالخلافة؛ فلا يعلم الغيب إلاّ الله؛ أمّا قولك إني إبن أمة، فهذا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن إبن أمة، من صُلبه خير البشر محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وإسحق إبن حُرّة، أُخرج من صلبه القردة والخنازير وعبدة الطاغوت."قال له:" قم." قال: "إذن لا تراني إلاّ حيث تكره." فلما خرج من عنده قال: " ما أحبّ أحدٌ قط الحياة إلاّ ذلّ" قال له حاجب هشام: " لا يسمع هذا الكلام منك أحد."

اقرأ أيضا: سامي الجميل يغادر قصر بعبدا غاضبا

ثانياً: سامي الجميل في مجلس الرئيس عون

ودخل النائب سامي الجميل القصر الجمهوري، تلبية لدعوة الرئيس ميشال عون  للإفطار الرمضاني السنوي، فلم يجد مكاناً لائقاً يجلس فيه، فعلم أنّ ذلك فُعل به عن عمد، وحيث أن الرئيس كان مُختلياً بالرئيسين نبيه بري و سعد الحريري، فلم يتمكّن الجميل من القول للرئيس :" إتق الله" فخرج غاضباً، ولم يتمكّن أحد من سماع ما كان النائب يتوعّد به مُدبّر شؤون القصر الوزير جبران باسيل، لكنّه ردّد قول الإمام زيد: " ما أحبّ أحدٌ الحياة إلاّ ذلّ، ولي بالعم بشير والأخ بيار أسوةً حسنة."