إن التحالف مع ترامب هو الإنتحار
 

تشهد السياسة الخارجية الأمريكية بعد مجيء الرئيس دونالد ترامب مرحلة جديدة تختلف نوعيا عما كانت عليه في عهد الرئيس الديموقراطي باراك أوباما، ويبدو أن عسكرة السياسة الخارجية وبناء العلاقات الحسنة مع الدول غير الديموقراطية والإبتزاز المالي تشكل أهم الملامح لتلك المرحلة الجديدة.

نهج باراك أوباما في السياسة الخارجية كان يتسم بالليبرالية ومتجها نحو التعاون والحوار مع الجميع، وتعزيز الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان. 
إلتزم باراك أوباما بتلك القيم طيلة ولايته ونجح في حل الأزمة الكوبية بعد أربعين عاما من المقاطعة، كما وصل إلى إتفاق مع إيران بشأن القضية النووية عبر الحوار وليس الحرب، وضغط على الكيان الصهيوني لمنع تجاوزاته قدر المستطاع.

إقرأ أيضا : أمير قطر شيخ الممانعة

ولكن ترامب منذ البداية كشر أنيابه للدبلوماسيين الأمريكيين حتى إضطر المئات من الدبلوماسيين المحترفين إلى الهجرة من وزارة الخارجية حتى يحل محلهم جنرالات الجيش أو شركاء ترامب التجاريين. 

وبما أن الرئيس الجديد لا يملك وعيا سياسيا ولا خبرة في المجال الدبلوماسي يلجأ إلى الحلول العسكرية والتجارية معا وكان لافتا أن ترامب إفتتح عهده بقصف سوريا مما يعطي ضوء أحمر لجميع المعنيين، ومنهم إيران ثم إتجه إلى عملية الإبتزاز في العلاقة مع العرب وعلى رأسهم المملكة السعودية. 

إقرأ أيضا : بالصورة: طرابلس ترد ... الموت للخامنئي

إن الإستسلام العربي لإستراتيجية الرئيس ترامب ليس طريقا عقلانيا في التعامل مع الظاهرة الترامبية الغريبة وغير المترقبة.
 إن العرب إستسلموا لضغوط ترامب وكأن الولايات المتحدة هي اللاعب الوحيد في المجتمع الدولي، بينما المجتمع الدولي يتشكل من عدد كبير من اللاعبين يصعب أو يستحيل معه التفرد الأمريكي في تحقيق أهدافه.

وإذا لم يتمكن ترامب من إخضاع القضاء الامريكي إلى الإعتراف بقراره فهل يتمكن من فرض مخططاته على لاعبين دوليين آخرين؟

إقرأ أيضا : قصة الكنز الإيراني الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار

ناهيك عن أن الخضوع لرغبات ترامب التجارية والإقتصادية لن يُجنّب العرب التهديدات، حيث أن الرجل الأبيض هو رجل المفاجئات وعصي على التنبؤ وغير قابل للثقة.

إستراتيجية القصف والإبتزاز وعسكرة السياسة الخارجية لن تصمد أمام المعطيات الدولية، وعلى البلدان العربية أن لا تتقدم نحو الإنتحار مخافة الموت!
 إن التحالف مع ترامب هو الإنتحار.