عند سماعك للوهلة الأولى عن هذا الكنز تصيبك الدهشة خاصة وأن البلد الذي سيعرض فيه هو إيران التي تعادي الغرب وتصف كل ما يأتي منه بأنه تسمم.

فلأول مرة منذ 40 عاماً، تُعرض واحدةٌ من أعظم المجموعات الفنية الأوروبية والأميركية في العاصمة الإيرانية طهران، حيث تُحظَر معظم الثقافة الغربية، وحيث يُندِّد آية الله على الدوام بـ"التسميم الغربي".

وقصة هذا الكنز يعود إلى الإمبراطورة فرح ديبا بهلوي، التي كانت قد جَمَعت هذه المجموعة التي تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار، في سبعينيات القرن الماضي، وعرضتها في متحف طهران للفن الحديث الذى بُنِيَ خصيصاً لذلك. ولكن بعد 16 شهراً من الافتتاح، أطاحت الثورة الإسلامية بالشاه؛ وانتقل هو وعائلته في يناير/كانون الثاني 1979 إلى المنفى، بحسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية.

وفي الوقت الذي ندَّد فيه الزعيم الجديد روح الله الخميني بكافة الأعمال الغريبة، نقل موظفو المتحف الأعمال بسرعةٍ وسرية إلى قبوٍ تحت الأرض، وصارت هناك منذ ذلك الحين يكسوها الغبار.

وقال فيردوز شهبازي مقدم، 65 عاماً، وهو حارس المتحف الذي قاد جهود عملية الإنقاذ واعتنى بالأعمال، مع أنَّه لم يُنه تعليمه ولا يعرف شيئاً عن الفن: "أشكر الله، لأنني تمكَّنت من الحفاظ عليها".

وأضاف مازحاً: "كنتُ مثل طفل يتعرَّف على الفن. لقد أحببت أعمال الرسام الأميركي مارك روثكوس، فقد كانت أعمالاً بسيطة. لقد قرأت كتباً لفهمها أكثر ولكيفية الاعتناء بها".

وتضم المجموعة التي تصل إلى 1.700 عمل، أعمالاً لكلٍ من الرسَّامين الفرنسيين ماتيس، وديغا ورينوار، وجاكسون بولوك، والرسام الأميركي آندي وارهول، والنحَّات الإنكليزي هنري مور، والنحَّات الرسَّام السويسري ألبرتو جياكوميتي، والرسَّام الإسباني بابلو بيكاسو. ومنذ عامين من التوصل إلى اتفاقِ إنهاءِ العُزلة الإيرانية، غُمِرَ المتحف بالكثير من طلبات استعارة الأعمال من المعارض الأوروبية.

وقد اختير ستون عملاً من أفضلها ووقِّعت اتفاقيات لعرضها في برلين وروما. غير أن عملية الاستعارة توقَّفت في اللحظات الأخيرة، ومع ذلك، هناك قلقٌ من أن تحاول الإمبراطورة أو أحد أقارب الشاه الراحل المطالبة بالمجموعة. وقد عُرِضَت الأعمال الفنية في طهران لمدة شهرين.