59 صاروخاً أميركياً من نوع "توماهوك" غيّرت من المعادلة في سوريا، واضافة ‏إلى الضرر العسكري الذي أحدثته بتعطيل احدى أهم مطارات النظام العسكرية عن ‏العمل، فهي نقلت معها رسائل سياسية عدة، سواء للنظام السوري أو روسيا. ‏وبالنسبة إلى المعارض السوري ميشال كيلو فإن مجموعة من الاستنتاجات وليدة ‏الضربة الأميركية في سوريا.‏

ويقول ميشال كيلو لـ"النهار": ‏

‏"الاستنتاج الأول: ‏إن حرب بشار الأسد ضد الشعب السوري أصبحت عبثية، ولن يكون لها العائد السياسي الذي ينتظره ويتمثل ببقائه بقاء نظامه، وباتت حربه بلا هدف سياسي، وإذ لديه ومن يقاتل معه من الطبقة السياسية والعسكرية "ذرة مخ "أن يفهموا أن أي جهد انساني أو سياسي يبذل يكون مرتبطاً عادة بجدواه، وإذا ليس هناك ‏من جدوى فيجب أن يتوقف، وبالتالي على الاسد أن يوقف عدوانه وحربه على ‏الشعب السوري سواء كان كيميائياً او غيره او حتى باعتقالات، وعليه ان يوقف هذه الطريقة ‏الاجرامية بالتعامل مع الشعب السوري الذي طالبه بما كان يعد به حزب البعث السوري ‏وهو الحرية، وعندما طالبه بها انقض عليه بكل انواع الاسلحة، لهذا ‏على الأسد أن يوقف اجرامه فوراً لأن ما يفعله الآن أصبح من دون عائد سياسي ‏والضربة هي الدليل.

الاستنتاج الثاني: على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يفهم انه ليس سيد العالم، كما أن على الاعلاميين السوريين السخفاء ‏في موسكو، خصوصاً الذين يقولون ان خلال أشهر سنلحظ التغييرات والتحولات في ‏الميزان الدولي، أن يفهموا أيضاً أن زمن الاتحاد السوفياتي انتهى وزمن انقسام العالم إلى قطبين انتهى وأن أميركا تستطيع أن تفعل ما تريد وحيث تريد، سواء بوجود روسيا ‏أو عدمه، (يتابع كيلو) في إحدى جلسات التفاوض سألت وزير الخارجية سيرغي لافروف: إذا قررت أميركا أن تتدخل في سوريا هل ‏تبقون على مساندة الأسد؟ فاشار باصبعه إلى أحد الجالسين ضمن وفده وقال: لا". وبات واضحا أن روسيا لم تعد تستطيع أن تفعل شيئا للأسد وأن سوريا ليست ‏مزرعة دجاج لدى بوتين، وعلى الاخير ان يعيد النظر بحساباته، وبالتالي إذا الاسد لن يستطيع أن يبقى في السلطة بعد هذه الواقعة، على روسيا ان تتخلى ‏عنه وتمد يدها إلى الشعب السوري وليس إلى منصات هنا وهناك، كي تجد حلاً وستكون مصالحها ‏مؤمنة بقدر ما تتفق مع السوري وحريته".

الاستنتاج الثالث (دائما بحسب كيلو): لقد بدأ من هذا اليوم (الضربة الاميركية) باستراتيجية دولية مختلفة عن التي أقامها بوتين باجرامه ‏و( الرئيس الاميركي السابق) باراك اوباما بجبنه وتخاذله وانعدام انسانيته وقلة خبرته وبصيرته السياسية، هي بيئة ‏استراتيجية دولية جديدة، وسنرى ما ستترتب عليه، أكان ما يتعلق بالارهاب ‏الداعشي او الاسدي او في ما يتعلق بالشعب السوري".