بعد نحو ثلاثة أشهر يدخل إيران الإستحقاق الرئاسي، وعلى ما يبدو فإن المرشح الوحيد إلى اليوم هو الرئيس الحالي حسن روحاني حيث لم يظهر بعد أي مرشح منافس، فهل يفوز روحاني بدورة ثانية؟
 

قبل 95 يومًا من إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في إيران، لم يطرح أحد للترشح في تلك الإنتخابات ليكون منافسًا للرئيس روحاني الذي أعلن مقربون منه أنه سوف يرشح نفسه لولاية ثانية، فضلًا عن أن لغة الجسد تُظهر أن ليس في نيته الترشح فقط بل ثقته بالفوز في الانتخابات أيضًا، خاصة بعد لقائه الأخير مع المرشد الأعلى آية الله خامنئي الذي طمأن روحاني بأنه سوف لن يواجه أية عرقلة من قبل مجلس صيانة الدستور فيما يتعلق بأهليته للترشح، كما حدث مع الرئيس الأسبق الراحل الشيخ رفسنجاني الذي تم رفض طلبه للترشيح من قبل مجلس صيانة الدستور في العام 2013 لأسباب لم تذكر حتى اللحظة، إلا أن رفسنجاني صرّح أكثر من مرة بأن المحافظين كانوا يتخوفون من الإقبال الشعبي الواسع عليه.

إقرأ أيضًا: خامنئي يرد على ترامب بهدوء
شعبية الرئيس روحاني في العام الأخير من ولايته الأولى تشبه شعبية رفسنجاني في الفترة الأخيرة من حياته السياسية، بالرغم من أن روحاني لم يتمكن من تنفيذ الكثير من وعوده الانتخابية، إلا أن تحقيق الإتفاق النووي أعطى له مكسبًا يحسد عليه الآخرون، ولهذا إستهدف معارضو الرئيس روحاني الاتفاق النووي وإسقاطه حيث أن ضرب هذا الرصيد كان يعني إسقاط روحاني ولكن بعد مجيء دونالد ترامب يبدو أن الصمت أصبح مسيطرًا على المحافظين المتشددين الذين ما كان لديهم ذريعة للفوز في الإنتخابات الرئاسية المقبلة إلا إعتبار الإتفاق النووي خيانة بحق الشعب الإيراني! لأن تهجمات ترامب على الاتفاق النووي واعتباره أسوء العقود في تاريخ أمريكا، أثبتت بأن هذا الإتفاق يمثل فوزًا كبيرًا للجمهورية الإسلامية، وحصل هذا الاتفاق بتخطيط الرئيس وطاقمه الدبلوماسي.
ومن سخرية القدر أن معارضي الرئيس روحاني الذين كانوا ينتقدونه على الاتفاق النووي، يرون أنفسهم مضطرين للدفاع عن الاتفاق اليوم بعد ما رأوا بأنه مهدد من قبل الولايات المتحدة، مما يوحي بأن اعتراضاتهم على الاتفاق النووي لم تكن تهدف إلا إلى تشويه الرئيس روحاني ومنعه من الفوز لولاية ثانية.

إقرأ أيضًا: إيران تدعو الولايات المتحدة إلى تبني لغة الحوار
وبالرغم من أن روحاني لم يحقق وعوده الإقتصادية كما كان يأمل، ولكن الشعب بثق به ويعرف بأنه يبذل جهوده قدر المستطاع، متبنيًا الإعتدال والعقلانية في السياسة الداخلية والخارجية.
ويمكن التأكد من الآن بأن روحاني هو الرئيس الإيراني لولاية ثانية، لأن التيار الإصلاحي لن يرشح غيره، كما أن المرشد الأعلى خامنئي أعطاه الضوء الأخضر للترشح.