إيران تدعو الولايات المتحدة الى تغيير لغتها ومخاطبة الإيرانيين بلغة العقل والحوار فهل تنجه المحاولات الإيرانية لاستيعاب الفوضى التي يطلقها ترامب؟
 

بعد ما اعتبر الرئيس الأمريكي خلال مقابلته مع سكاي نيوز أن إيران أكبر دولة إرهابية في العالم، ووجه انتقادات شديدة اللهجة إلى الإدارة السابقة بسبب توقيعها على الاتفاق النووي الذي كان إنجازاً كبيرا لإيران حيث زودتها بأكثر من 150 مليار دولار من أصولها المجمدة بينما الولايات المتحدة لم تتلق في المقابل شيئاً، دعت إيران على لسان اسحاق جهانغيري، المعاون الأول للرئيس روحاني الولايات المتحدة بتبني لغة الاحترام وتغيير لغتها في الحوار مع إيران، حيث أن الأمريكيين استخدموا جميع طاقاتهم في الصراع مع إيران، من الحرب وفرض الحصار والتهديد والعقوبات وانتهوا بالتعامل، وعند ما تكلموا مع إيران بلغة الحوار والاحترام، فإن الجميع ربح، مضيفا بأن الذين يتحدثون مع إيران بلغة التهديد فإنهم سيخسرون. واعتبر معاون الرئيس الأول بأن الأمريكيين يستخدمون في هذه الأيام لغة سيئة للحوار مع إيران.
سبق انتقادات الرئيس الأمريكي ترامب، تصريحات متضاربة من الإدارة الأمريكية بشأن الاختبار الصاروخي الباليستي الإيراني حيث أن هناك من يقول أن إن تلك الاختبارات لا يُعتبر خرقاً للاتفاق النووي، بل إنها تناقض روح الاتفاق، وهناك من يعتبر أنها خرق واضح للاتفاق، مما يعني بأن رؤية الإدارة الجديدة ليست موحدة ولا ناضجة.

إقرأ أيضًا: رسالة إيران الصاروخية لترامب: خوش أمديد
وأشار الرئيس الجديد خلال مقابلته مع سكاي نيوز إلى ما اعتبره "استخفافا" من إيران بأميركا، وحين سئل حول ما إذا كانت الأمور ستؤول إلى المواجهة مع طهران، أجاب "سنرى ماذا سيحدث".
ويبدو أن هناك الكثير مما يستحق النظر بين البلدين، ولكن يمكن القول بان حظوظ المصالحة بين إيران وأميركا ستكون في عهد الرئيس ترامب أكثر من أي وقت مضى. فإن الرجل رجل المناورات الرعدية التي لا يتبعها مطر. وسوف يتعود ترامب على الدور الإيراني الاقليمي وهناك الكثير من المبررات التي ستوفر ذرائع لتخفيف التوتر بين البلدين. إن "استخفاف إيران من أميركا" الذي يقرّ به ترامب، ينظر إليه النظام الإيراني كرأسمال يمكن التفاوض عليه وبيعه.

إقرأ أيضًا: ترامب يُظهر عنصريته خلال مسرحيته الأولى
إن إيران قد أعلنت قبل عامين على لسان مرشدها الأعلى آية الله خامنئي بأنها مستعدة لفتح ملفات إقليمية مع الولايات المتحدة بعد نجاح المفاوضات حول الاتفاق النووي. وبينما يعتبر ترامب أن ذاك الاتفاق كان سيئاً ويجب إعادة النظر فيه، يعتبر خامنئي أن الطرف الآخر قام بخداع الفريق الإيراني مما يعني بأن إيران أيضاً ترحب بإعادة النظر فيه بشكل يضمن تحقيق مصالحها أكثر من الاتفاق النووي الموجود، ولكن " ليس لديها الخيار وليس لدى الطرف الآخر الخيار". سوف يعرف ترامب بأنه يجب أن يتطرق إلى ما هو يمكن الحديث عنه بدل الحديث عن المستحيل وهو تغيير الاتفاق النووي.، وسوف يتعود على المزيد من التراجعات من أحلامه الخارجية بعد أن أجبره القاضي الأمريكي على التراجع من قراره بمنع منح تأشيرات الدخول لاتباع ستة بلدان إسلامية، إن الرئيس ترامب سوف يصطدم أكثر فأكثر بالواقع ويخرج عن أحلامه التي نسجها خلال الحملة الانتخابية.