بلغة هادئة ردت إيران على تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب ودعى خامنئي الشعب الايراني الى الرد على أميركا من خلال الاحتفالات بذكرى انتصار الثورة فيما تتخوف إيران من إجراءات تصعيدية جديدة من قبل الولايات المتحدة الأميركية
 

رفض المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توجيه الشكر للولايات المتحدة على قبول الإدارة السابقة بالاتفاق النووي قائلا:  لن نشكر الإدارة السابقة حيث أنها لم تخسر شيئا بفعل الاتفاق النووي مضيفا بأنه "منذ بداية حملته الانتخابية- في إشارة إلى ترامب- وبعد ذلك أكد ما كنا نقوله منذ أكثر من 30 عاما عن الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي في نظام الحكم بالولايات المتحدة".
وأضاف "نحن ممتنون للسيد ترامب... لقد أظهر وجه أمريكا الحقيقي"، ورفض خامنئي تحذير الرئيس الأمريكي بشأن الاختبارات الصاروخية لطهران، داعيا الإيرانيين إلى الرد على هذه التهديدات يوم الجمعة في الذكرى الـ 38 للثورة الإسلامية عام 1979.
وقال خامنئي إن تهديدات ترامب فشلت في تخويف الإيرانيين، مشددا على أنه "لا يمكن لأي عدو شل الأمة الإيرانية أن يقول (ترامب) 'عليكم أن تخافوا مني'. لا! هكذا سيرد الشعب الإيراني على كلماته في العاشر من فبراير وسيعبرون عن موقفهم ضد هذه التهديدات".

إقرأ أيضًا: إيران تدعو الولايات المتحدة إلى تبني لغة الحوار
وكان ترامب رد على اختبار صاروخي أجرته إيران في 29 يناير/ كانون الثاني قائلا "إيران تلعب بالنار"، وفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات يرتبط بالحرس الثوري الإيراني.
يمكن اعتبار تصريحات خامنئي بالأمس بانها أكثر هدوء بين خطاباته خلال السنوات الماضية، بالرغم من أنها لم تخل من انتقادات شديدة اللهجة، ولكن تلك الانتقادات تتجه إلى الإدارة السابقة وتتناغم مع التهم التي وجّهها ترامب إلى سلفه أوباما وإدارته، وتظهر تلك الانتقادات عند ما تساءل خامنئي "الرئيس الأمريكي الجديد يقول إن علينا أن نشكر أوباما، لماذا؟ لأنه اوجد داعش، وأحرق العراق وسوريا؟... لأنه أراد شل إيران بعقوبات فادحة فشلت لأنه لا يمكن لأي عدو أن يشل الشعب الإيراني؟".
بهدذه الكلمات يحاول المرشد الأعلى الإيراني إفهام ترامب بأنه لا يريد الخوض في معركة معه بقدر يحب التهجم على الإدارة السابقة، ولكن الخلاف أيضاً يكمن هناك، حيث أن ترامب يعتقد بأن أوباما كان لطيفا مع إيران، ولكن خامنئي يرى بأنه كان قاسيا حيث أنه فرض عقوبات مدمرة على الاقتصاد الإيراني.
إن إيران تبنت سياسة جس نبض الإدارة الأمريكية، وفي نفس الوقت عدم التصعيد مع ترامب، حتى يتبين خيط سياساته الأبيض من الأسود، لأن اسلوبه في معالجة القضايا لم يتضح حتى الآن، خاصة في ظل تصريحه بأنه لا يتحدث عما يريد فعله، مما يعني بأنه سيسجل مفاجآت، وهذا ما يتخوف منه الإيرانيون.

إقرأ أيضًا: رسالة إيران الصاروخية لترامب: خوش أمديد
لا شك في أن إيران ستتمكن من تغيير سياسة ترامب تجاهها عبر المرونة التي يبدونها وعدم التصعيد الكلامي كما عبر احترام الرئيس الجديد الذي كان مستاء من أن إيران لا تحترم الولايات المتحدة! 
إن الإيرانيين تمكنوا من تحويل المغول إلى حكام مسلمين خدموا الثقافة الإيرانية، فماذا عن ترامب؟!