مما لا شك فيه بأن هناك علماء وحكماء من المسلمين الذين لا ينتسبون إلى هذا المجلس الإسلامي، لذا توجهت برسالتي إليه كونه يضم الكثير من علماء ومفكرين وحكماء من جميع الفرق والمذاهب الإسلامية بما فيهم المذهب الشيعي،والذي يرأس هذا المجلس الكريم إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب،وعبدالله بن بيه،
 

ويعتبر هذا المجلس هيئة دولية مستقلة، ويهدف إلى تحقيق السلم والتعايش في العالم الإسلامي،ومحاربة الطائفية،ويتخذ من "أبوظبي" مقرَّاً له. نعم يا سادة، ما تعيشه الأمة الإسلامية والعربية والصراع الدموي في منطقتنا يحتاج إلى حكماء يدينون ويرفعون الصوت لردء الفتنة والتعصب المذهبي والطائفي،وتتعالى الأصوات بعد كل عملٍ إرهابي،ويبدأ التحليل لأسباب الإرهاب وكيفية مواجهته،في ظل غياب أبسط الحقوق من العدالة الإجتماعية وممارسة الديمقراطية في عالمنا الإسلامي والعربي، ومن أهم الأسباب هو عدم حل القضية الفلسطينية التي تُشرِّع لكل الحركات والتيارات والأحزاب الإسلامية الجهاد، ويبقى بابه مفتوحاً إلى أبد الأبدين...

إقرأ أيضا : هكذا تعلَّمت في الشريعة الإسلامية..

يا حكماء المجلس: تبقى المعضلة الأساسية والتي ربما تتجنبون مناقشتها وهي النصوص التي يعتمد عليها فقهاء القتل وأرباب الإرهاب،والتي لها صدى كبيراً وواسعاً عند المسلمين ومازالت المدارس الإسلامية عامة وتفسير الأصولين تتزايد في شرحها وتدريسها، حينها يا سادة حكماء المجلس ويا علماء الأمة كيف نلوم شابَّاً تشبَّع بحب الله ورسوله (ص) عندما يُفجِّر نفسه في وسط أمته وناسه وشعبه، وهو يقطع بأنه يخدم دين الله ورسوله،أو ذاك الذي يبعث طفلته أو طفله، أليس مطمئناً لفعله وعمله بأنه جهاد في سبيل رضاء الله، بربكم يا علماء الدين أليسوا ضحايا لقاداتهم،وضحية لكم بعدم مواجهة تفسير هذه النصوص،وايضاً تعلمون أنهم ضحية أنظمة تركت ثقافة التطرف تنتشر في بلداننا، فإذا أردنا فعلاً وأردتم القضاء على الإرهاب والتطرف لا بدَّ أن تجدوا حلاً لنصوص القتال والجهاد،وتقنعوا الأمة الإسلامية بأن نصوص التسامح والرحمة والعدل هي الحاكمة والناسخة لنصوص القتل والسيف،وليس العكس، فأنا لست من العلماء ولا من الحكماء لكنني من الكثيرين الذين يدعونكم إلى تفسير لهذه النصوص وأسباب نزولها ونشرها وإعتماد تدريسها حينها نكسب محبة الناس وقلوب المؤمنين،غير ما فسَّره علماء السلفيين من كل الأمة الإسلامية،ويكون تفسيركم وشرحكم يقنع عامة المسلمين ويسحب البساط من تحت أقدام جماعات التطرف والتعصب الأصولي، وإلاَّ يا حكماء المجلس سيبقى الإرهاب سيفاً مسلطاً على رقاب الجميع،ويغذيه الفقر والحالة الإجتماعية المتردية منها والنطيحة وما أكل السبع، وتؤيدها نصوص دينية روائية كثيرة، هذه هي الحقيقة المرَّة يا سادة يا كرام يجب الإعتراف بها،ويجب الإعتراف بالتقصير للذين يصرخون من حكمائكم ليلاً ونهاراً وتعلوا أصواتهم عن الوسطية في الإسلام وعن الإعتدال في الإسلام وعن تقبل الآخر في الإسلام،دون أن يقدموا تفسيراً وإجتهاداً نستطيع من خلاله مواجهة التفسيرات الأصولية المنتشرة في كل زوايا وشوارع أمتنا الإسلامية والعربية...

تقبلوا منَّا هذه الرسالة بقلوبكم الواسعة حتى لا يبقى  المسلم البسيط والمعتدل الطيب والإنسان البريء يدفعون الثمن...