بسم الله الرحمان الرحيم
لفت انتباهي رسالة أرسلها لي أحد الإخوة، وهي عبارة عن بيان لما يسمى المجلس السياسي للحزب الشيوعي، وهو يرد على منشور لي أبديت فيه رأيي الشخصي حول أحداث حصلت في حقبة زمنية سابقة . وهنا أقول التالي :
1- أنا رجل دين شيعي إثني عشري، عقيدتي الإسلام وشريعتي القرآن والسنة النبوية، وأنا أحمل هذه الرسالة الغراء بكل ما فيها وأبلغها وأطرحها فكرا ومنهاجا للناس، بعيدا عن ما يسمى "سياسة" . وهذا هو دوري ودور كل حامل لهذه الرسالة العظيمة .
2- ما قلته في المقال الذي أثار حفيظة هؤلاء هو وضع للأمور في مواضعها، وخصوصا أن الآلام التي تعرض لها المؤمنون بالله تعالى في تلك الحقبة من قبل هذا الفكر الذي كان يدين الناس بحسب معتقداتهم كان أذى كبيرا جدا، وبعض المساجد القائمة اليوم والتي سميت بأسماء الطيبين من طلبة العلوم الدينية الذين تم قتلهم ورميهم في البراري هو خير شاهد على حقيقة ما جرى وقتها .
3- أنا لا أتكلم بإسم أحد من الجهات السياسية ولست منتميا ﻷي حزب على المستوى التنظيمي، وما أقوله هو رأي أستقيه من شريعة الإسلام التي أتشرف بأن أبني فكري وسياستي عليها، وهي سياسة تستند إلى آيات القرآن المحكمات والروايات الصادقات وفتاوى الفقهاء العظام الذين يحددون لنا علاقتنا بهذا أو ذاك .
4- إن اتهام المؤمنين بالله تعالى -بغض النظر ﻷي جهة سياسية ينتمون- بأنهم قتلوا في فترة فوضى الحرب الأهلية أفرادا لجهات سياسية أخرى لمجرد خلاف فكري وسياسي بينهما هو بحد نفسه فتنة أثارها كلام واحد من "أيتام لينين"، مع العلم أن هذا الشخص من المفترض أنه صديق وحليف لجهة إسلامية تعلن أن سياستها الإسلام وشريعتها القرآن . وشعوري بأن من قتلوا من المؤمنين الطيبين "غيلة" يتم قتلهم ثانية بهذا الكلام، هو ما دفعني لقول رأي الإسلام وليس رأي أي جهة سياسية أحترمها . والمشبوه هو من تحامل على دماء أولئك الشهداء الطيبين من الرجال والنساء الذين قتلهم هؤلاء . المشبوه هو من أصدر بيان الشيوعي وليس كلامي !!
5- لكل واقعة لله فيها حكم . وأنا كمبلغ أحمل رسالة الإسلام الحنيف سأبدي رأي ديني في كل واقعة . لم أعتدي على أحد ولا أقبل أن يعتدي أحد على الفكر الذي أعتقد به والذي أهانه ذلك المتكلم بسبب إتهام المؤمنين بالله تعالى بأنهم قتلة مجرمون . لكن ووفاء مني للأمانة التي أحملها، ووفاءا مني لجهود الأنبياء والأولياء والشهداء الربانيين، فأنا أقوم وسأقوم دائما بدوري التبليغي، وسأبين رأي ديني في كل أمر، وهذا واجبي الذي أمرني الله تعالى به . 
الكل يطرح رأيه بحسب ما يراه حقا أو تهواه نفسه، وأنا ككل رجل دين مأمور بنشر مفاهيم وتعاليم السماء، وانا ملتزم بهذا الأمر "ولو كره الكافرون" .
أخيرا، ألفت الإنتباه إلى أن ما أقوله ليس من باب العمل السياسي بالطريقة المعروفة حاليا، بل هو طرح للمفاهيم الإسلامية والمبادئ الدينية السمحاء . وهمي أن أرضي ربي وليس رعاع الناس .
قال تعالى في كتابه المجيد :
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
2016/12/11