قد ملئت الكتب المعتبرة عند المسلمين بروايات عن دونية المرأة – تفاديت أن أستخدم عبارة تحقير أو إذلال- لإعتقادي وإيماني بأنه لا يمكن أن يصدر عن نبي الله (ص) أو أئمة أهل البيت (ع) أي وصفٍ فيه تحقير لمخلوقٍ خلقه الله تعالى ووصفه بقوله: فتبارك الله أحسن الخالقين".. وكنا أيام الدراسة الحوزية نقرأ هذه الروايات: "المرأة شر وشر ما فيها أنه لا بد منها" أو ناقصات العقول،والإيمان، والحظوظ، وأنها خلقت من ضلعٍ أعوج أو أيسر، أو من فضلة طين آدم، وأيضاً أخطرها رواية سجودها لزوجها ما رووه عن النبي(ص)"لو كنتُ أمرتُ أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" وشاورهنَّ وخالفوهنَّ، وحتى روايات إختصاص الرجل بحور العين بالجنة دون المرأة،وكراهية تحصيل العلم للنساء"...هذا غيضٌ من فيضٍ، ولا نملك الجرأة وقتها أن نرفضها أو ننقاش فيها كون بعضها صادر عن أئمة أهل البيت(ع) وبعضها في كتب ومصادر المسلمين عامة،وأعتقدنا بأنه هكذا خلقها الله التي يرددها الرجال وأحياناً النساء أيضاً، حينها كنا لا يحق لنا الإعتراض إلا بشروط تحددها الإدارة الحوزوية أو العلماء الاساتذة، وبالإضافة إلى الإهتمام الأكثر بالرواية من دون الإهتمام الحوزوي بدراسة وحفظ القرآن الكريم ودوروس التفسير، فقلَّما نجد اليوم من يحفظ القرآن من طلاب العلوم الدينية وشيوخ الدين،على الرغم من هامش الحرية الذي تمتعنا به أيامها، كنت لا أرى أيَّاً من النساء دون مستوى الرجال في الخلقة والعقل والدين،وبغض النظر عن صحة عقلانية الرجل ونصف عقلانية المرأة،فإنَّ هذا التصنيف كما ذهب إليه أحد الفلاسفة من أنه ينطوي على مغالطة ليست في صالح الفكر الديني وهي أنَّ العقل والدين شيئان منفصلان عن بعضهما،والعقل والدين خاضعان للقياس والكيل والتقدير على كل حدة، بهذه الحالة يمكن أن يكون المرء ذا عقل ضعيف أو ذا عقل راجح، بدين كامل أو ناقص..!! لا غرابة أن نرى عالماً نعترف بعبقريته ولا دين له، ورجلاً متديناً إلى درجة التنسُّك بدون عقل... كما يقول الفيلسوف "أبو العلاء المعرَّي" منذ ألف سنة، لطالما أن المرأة خلقت ناقصة عقل ودين وهي شر وضلعها أعوج،يعني أنها مهما بلغت وتعلمت وتمسكت بالدين ومارست شعائره ومتطلباته تبقى دون الرجل في المستوى...وعليه فإنه لا دور للمعرفة أو الدين المكتسب والناجم عن الإجتهاد وإستخدام العقل..ولا فائدة إذن من تبحر المرأة في العلم والدين فالحد أمامها واضح..فالمؤكد فصل العقل عن الدين، إذ لو أريد غير ذلك لقيل المرأة "ناقصة عقل" والدين متضمن في العقل، أو"ناقصة دين" والعقل متضمن بالدين...بالعودة إلى تلك المرويات فهي مخالفة لكتاب الله حيث قرن العديد من آياته المؤمنين بالمؤمنات والمسلمين والمسلمات، بل وضرب للذين آمنوا من الرجال والنساء مثلاً وقدوةً بمريم بنت عمران وآسية زوجة فرعون، وعن أصل الخلقة قال تعالى: "وخلقكم من نفسٍ واحدة"،بالإضافة إلى شيء مهم وعظيم فكيف يُعقل أن يتحدَّث نبيّنا (ص) وأمامنا (ع) بمثل هكذا كلام ويطرد نصف المجتمع منه ومن الدين؟ ونحن نرى اليوم زعماء دينيين فضلاً عن السياسيين يمتدحون النساء في إطلالاتهم وخطاباتهم ويشيدون بدورها وحتى لو صدرت بعض الإهانات من رجل دين فقير وعادي لقامت القيامة عليه بالتوبيخ، فكيف يُعقل لنبي أو إمام أن يفعل ذلك؟ من هنا تتضح مقولة فصل الدين عن السياسة لحماية الدين ولصالح العقل وبالتالي لصالح المجتمع وكافة أفراده، ولربما بهذا تفلح على الأقل المرأة بدلاً من إعتبارها وكونها حطب نار جهنم،وختاماً أذكر عبارة قلتها أمام أستاذنا في الحوزة عن رواية "أن الله جبل المرأة من ضلعٍ أعوج" فقال لي حكمة ذكية " وهل عظام الإنسان كلها ضلع مستقيم".